إِنَّ الاحتفاءَ ولاءً عَقِيديًّا بذكرى ولادةِ الإِمامِ المنتظَرِ (عليهِ السلامُ) في ليلةِ (الخامسَ عشرَ) من شهرِ شعبانَ المعظَّمِ ويومِها لا يقومُ على النشيدِ الرَّابيِّ الراقصِ ، ولا على التقليدِ الاجتراريِّ الناقصِ ! فهذا هو التِّيهُ والضياعُ ، وحاجبُ الظهورِ والامتناعُ.
إِنَّ اللٰهَ سبحانَه مُسبِّبَ الأَسبابِ قد جعل له أَنصارًا يقودُهم ويقودُ بهم قد أَوصَدوا قلوبَهم أَمامَ سَطوةِ دنياهُم ، ووضعُوا وجودَهم بين يدَي مولاهُم ؛ ولكنه ينظُرُ إِلى قاعدتِه الجماهيريةِ يُريدُها ربَّانيةً ولائيةً مخلِصةً مخلَصةً لا دنيا معها ، وليس سوى اللٰهِ ورسولِه ووصيِّه الخاتِمِ والإِصلاحِ العالميِّ الشاملِ مقصَدَها.
الإِمامُ المنقِذُ مُكلَّفٌ ربانيٌّ عالميٌّ يَخرُجُ ودستورُه القرآنُ المحمديُّ وقد أُحضِرتْ عنده شرائعُ السماءِ وتكاليفُها الفرعيةُ كلُّها من بدءِ الخليقةِ حتَّاهُ وفي مقدِّمتِها ما جاء به العظيمانِ موسىٰ وعيسىٰ (عليهِما السلامُ) وما على أُمَّتَيهِما بالحقِّ ؛ فيكونُ الإِمامُ (عليهِ السلامُ) بالقرآنِ حاكمًا وموجِّهًا ما ورد في تلكَ الشرائعِ سيدُه الأَعلى ونبيُّه الأَسمىٰ جدُّه الأَحمدُ (صلَّى اللٰـهُ عليه وآلِه) ، ووزيرُه روحُ اللٰهِ عيسىٰ الاَسعدُ (عليهِ السلامُ) يَدينُ بشِرعةِ الإِسلامِ التي جُبِلَ الأَنبياءُ والرسُلُ كلُّهم عليها وجاؤُوا وحكموا بها ؛ فمهَّدوا للرسولِ الخاتِمِ وللمنقِذِ الحاسمِ.
فأَين الواقعُ الغالبُ الذي نعيشُه نحن الآنَ - نشهَدُ فيه بعضَ ما يجري في هذه المناسبةِ الكونيةِ العظيمةِ من عاداتٍ وتقاليدَ دنيويةٍ منبوذةٍ مرفوضةٍ - من حقيقةِ التكليفِ الإِلٰهيِّ لإِصلاحِ العالَمِ بقيادةِ الإِنتمِ المنقِذِ محمدٍ بنِ الحسنِ (عليهِ السلامُ) بالقِسطِ والعدلِ بعد انهيارِه بالظلمِ والذُّلِّ ؟؟!!
اللهُـمَّ صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ كما صلَّيتَ على إِبراهيمَ وآلِ إِبراهيمَ في العالَمين ، وارزقنا وَقارًا وعزمًا عقيديًّا ننتظرُ به نعمةَ الفرجِ ، ونحظىٰ عنه بظَفَرٍ ننالُ به اللقاءَ نصرًا بلا حرجٍ ؛ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ.
|