سيدي ياموسى بن جعفر:
أي ألم ووجع هذا الذي وصلت إليه في سجن الطاغية اللارشيد، ليجعلك تدعوا الله تعالى أن يخلصك من عذاباتك في سجن الظالمين" يا مُخلص الجنين من بين مشيمة و رحم خلصني من سجن هارون ". وكيف كانت الأيام والأشهر والسنوات تمضي وأنت تنتقل من سجن لآخر، ومن مدينة لآخرى، بعيدا عن وطنك وأهلك. لا لذنب جنيته، ولا لخطأ أرتكبته، ولا لدنيا طلبتها، ولا لسلطان نازعته على كرسي الخبال. ولكن لإنك كأبائك الطاهرين؛ كنتم _ ومازلتم _ وجه الحق والعدالة والصراط المستقيم والعروة الوثقى؛ والتي يتمسك بها من يريد الله تعالى والآخرة. وهذا هو السبب في الحقد والكراهية والبغضاء التي يحملها كل أعدائكم على مر التاريخ..
من أبي سفيان وأزلام السقيفة، ومعاوية ويزيد وكل طغاة آل أبي سفيان وآل مروان ( عليهم لعنة الله ) ومرورا بطغاة بني العباس المجرمين السفاحين القتلة. ومن تبعهم من الحكام المجرمين ممن تتبعوا أولادكم وشيعتكم بالقتل والسجن والتفجير والتهجير والتشريد.
مصائب ومصاعب والآم تحملتموها بصبر قل نظيره على مر التاريخ... حتى أصبحتم المثل والقدوة في كل خير يذكر، في العلم والحلم والعبادة والورع والصدق والشجاعة والقيادة والخ... من الصفات التي لم ولن تجتمع إلا في رسول الله محمد، وأمير المؤمنين علي، وسيدة النساء فاطمة الزهراء، والإئمة المعصومين ( صلوات الله عليهم أجمعين ).
فسلام عليك سيدي ومولاي موسى بن جعفر الكاظم، يوم ولدت ويوم أستشهدت ويوم تبعث حيا.
|