هذا المَدُّ البشريُّ الذي لم يأبَه بـ(كورونا) وهو متسلِّحٌ بحفظِ اللٰهِ ، ثم بجهودِ المؤسساتِ الرسميةِ والعَتَبيَّةِ والمجتمعيةِ التي وفَّرتِ الإِمكاناتِ الوِقائيةَ والخِدْميةَ الممكنةَ للمُعزِّين والمواسين والزائرين ليس له من بُعْدٍ فلسفيٍّ يُقرَأُ في ضوئِه إِلَّا من منظارِ قولِه تعالى على لسانِ إِبراهيمَ (عليهِ السلامُ): ﴿رَبَّنا إِنِّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ﴾ [إبراهيم/٣٧].
فما الحُسَينُ (عليهِ السلامُ) إِلَّا من ذُريةِ جدِّه إِبراهيمَ (عليهِ السلامُ). والحُسَينُ (عليهِ السلامُ) هو الذي أَقام الصلاةَ على الرغمِ من إِحاطتِه ومَن معه بالموتِ المُحدِقِ من رُسُلِ القومِ إِليه بسهامِهم ونِبالِهم. أَقامَها لِيُثبِتَ أَنَّ الصلاةَ كتابٌ إِلهيٌّ موقوتٌ لا عذرَ لتركِها وإِنْ كانت في حَومةِ الحربِ. أَقامها في مكانٍ مُحرَّمٍ للٰهِ في (كَرْبَ إِيلا=قُرْبِ اللٰهِ) في الشهرِ المُحرَّمِ ؛ فأَضحى الخيرُ وفيرَ الثمراتِ في (كربلاءَ) التي نعيشُها اليومَ بنعمةٍ إِلهيةٍ تُوجِبُ الشكرَ للٰهِ تعالى على كُلِّ مُنعَّمٍ بدعاءِ إِبراهيمَ (عليهِ السلامُ) السائلِ وعطاءِ اللٰهِ تعالى المُجيبِ.
هذه قراءةٌ من آيةٍ بإِيحاءٍ من إِيحاءاتِها التي تتصِلُ ظاهرًا وقَصًّا بـ(مكةَ) المكرَّمةِ و(الكعبةِ) المشرَّفةِ.
|