قبل البدء :
يا من أعز المادحين و أنصفا
و أجاز من نظم الروائع و احتفى
و أعار حسانا و كعبا سمعه
و أبر شعر السابقين و شرفا
و كسا ببردته الشريفة شاعرا
ركب الأذية جاءه مستعطفا
أعليت للقول البديع منابرا
و رعيته مستعذبا مستلطفا
يا خير من سحر الأنام بيانه
فاستعظموا أقواله و المصحفا
هلا استمعت إلى توسل مذنب
يهوى صفاتك فانبرى كي توصفا
و يرى بسيرتك الندية منهجا
فأراد من أثمارها أن يقطفا
القصيدة :
بأي وجه ألاقيك
بأي وجه ألاقي من إذا جاءا
أردى الهموم وأردى الحزن والداءا
بأي وجه ألاقي وافدا سمحا
كان الضياء ووجه الكون ظلماءا
بأي شعر أناجيه فيسمعني
وهل يريد كماضي العهد إصغاءا
قد كنت مذ مسني الإلهام شاعره
عصماء تتلو مع الأيام عصماءا
أبديت حبي لا فخرا ولا هوسا
لكن أردت لبعض الشوق إطفاءا
مليون تجربة في الحب أكتمها
وما استطعت لهذا الحب إخفاءا
وكيف أخفي سراجا ظل متقدا
ملء الضلوع وبدرا ظل لألاءا
وكوكبا في شغاف القلب مسكنه
كم أكسب الناس إشراقا وإعلاءا
يا سيدي يا أبا الزهراء معذرة
إن جئتك اليوم مهزوما ومستاءا
صار التدين في أوطاننا عبثا
والدين أصبح تفتيتا وغوغاءا
كل المكارم غابت عن مرابعنا
مذ صيرونا لزيف الغرب أصداءا
فما أخذنا من التغريب نافعه
وما حفظنا من التاريخ ما ضاءا
إيه محمد والأنباء سائرة
هلا سمعت عن العربان أنباءا
وهل أتاك حديث سيق عن حدث
وهل بكيت وهل سامحت من ساءا
الغادرون أضاعوا كل نخوتهم
فأسلمونا لمن شاؤوا ومن شاءا
يا سيدي يا رسول الله معذرة
لسنا لأجدادنا في الجد أكفاءا
كل السيوف التي كانت مهيأة
للمكرمات غدت في الحرب عوراءا
مشاعل العز في أعماقنا انطفأت
وسامنا الدهر إغماء وإغفاءا
يا سيدي يا أبا الزهراء يا خلقا
يمشي وعزة تغدو وعلياءا
يا صادقا وأمينا في تعامله
وعادلا ما طغا في الحكم أو راءى
متنا ومتنا فهل تأتي لتبعثنا
إنا نريد لماض كان إحياءا
يا سيدي يا حبيب الله خذ بيدي
يا خير من دل للهدي الأدلاءا
وخير من عطر الرحمن سيرته
وأفضل الرسل ألقابا وأسماءا
فاقت خطاياي ما يرجى شفاعته
لكن ظني بنيل العفو بي جاءا
|