واذ تعجب ، فعجب ان ترى عالـِما من غزة المحاصرة اجرى الله على قلبه شلالات الحكمة وينابيع الكلم ، وزين له كل ذلك بحمل اشرف شهادة علمية وهي الطب ، فلا يُسخّر كل ذلك لتقديم العون لابناء بلدته المنكوبة ، انما آثر على ذلك الصدع بحق آل محمد ما استطاع سبيلا . والشيخ عدنان ابراهيم الذي نفذ خلال زمن قياسي الى قلوب الآلاف - ان لم نقل الملايين - من عشاق كلمة الحق التي شرفها رب العزة بان لا يعلوها شيء ، يعرف قبل غيره وعورة الطريق الذي يسلكه منذ بضع سنوات . لكنه و شعاره " لا يستوحشنك طريق الحق لقلة سالكيه" أبى الا ان يذهب في هذه الطريق الشائكة الى نهاياتها القصوى ، شاء من شاء وأبى من أبى . ولعل الشيخ اعرف من غيره بان معترضي طريقه هذه ليسوا جميعا ممن يواجهون الحجة بالحجة الادمغ ، والدليل بالدليل الاقوى والرواية بالرواية الاصح ، فقبله الكثير ممن رفعوا سلاح القلم سعيا منهم لغسل جهالة هذه الامة ، فجاءهم الرد باقذر ما يكون فاُسكتت اصواتهم الى الابد ، وظلت الروح الوثابة التي كانت بين جنباتهم ماثلة في اجساد آخرين خصّهم الله بان يكونوا حاملي لواء الحق رغم عهر هذا الزمن الردىء . اقول قولي هذا وانا اتابع الهجمة الشعواء التي تشن ضد عالمنا الكبير الشيخ عدنان ابراهيم عبر مواقع الانترنت السلفية . تلك المواقع التي تفح سمومها انطلاقا من مبدأين لا ثالث لهما لو صحت تسمية مبدأ عليهما. الاول هو تقديس التراث بكل نفاياته حتى وان كانت هذه النفايات من وزن المنافق عبد الله بن سلول أو المارق معاوية بن ابي سفيان او الطاغوت عبد الملك بن مروان، والمبدا الاخر يلخص بدائية العقول التي تتبناه ، وهو تكفيركل من لا يؤمن بهذه القداسة التي رسختها الدولة الاموية اللقيطة وأمثالها في اذهان بسطاء المسلمين. آنذاك من الطبيعي ان يكون السلاح الذي الذي سيُحارَب به الشيخ عدنان وأضرابه واضحا ومكشوفا لكل من تتبع انشطة مناوئيه التي شوهوا بها صفحات ابدع ما توصل اليه العقل البشري بفضل الله وهو الانترنت . فتهمة التشيع والرفض جاهزة وهي بحد ذاتها تهمة كافية مكتملة الجوانب لوضع الكاتم على صوت الشيخ الذي تجاوز الخطوط الحمر حسب تقديراتهم الضيقة . ولا يشفع للشيخ ابراهيم ابداً انه افنى عمره معارضا الشيعة في مبادىء لا تعد ولا تحصى . اذ يكفي لوضعه في خانة الرافضة انه تعرض للّعين معاوية بن ابي سفيان وابنه النزق يزيد في حلقات تاريخية علمية موثقة بروايات حسنها علماء سنة اجلاء، كما لمح وبأدب جم الى أخطاء ارتكبها الخليفة الثالث عثمان بن عفان ادت في النهاية الى تكالب الثوارعليه . لكن هيهات للسلفية والتحجر ان ترى بعين البصيرة وترضى عن الشيخ وامثاله حتى يتبع ملتهم ، وهنا ياتي المفترق التاريخي الخطير . هو يقول انه توصل الى هذه الحقائق بنفسه رغم تعتيم كان مفروضا على قراءاته منذ الطفولة وما يزال سائرا في طريقه ، وهم اي الجانب المعتم الظلامي ، يرون ان كل من يخالفهم في التفكير ولو قيد انملة فانه سيضع اللبنة الاولى في بناء كهنوتي ظل جاثما على عقولنا منذ مئات السنين، فيتحول الخلاف الفكري بين الجانبين الى صراع وجود كما يريدون له ان يكون ، ليسهل لهم الوصول الى مآربهم الدنيئة واغراضهم المريضة . واذ آسف على شيء فهو انني أضعتُ قبل يومين زهاءَ الساعتين من عمري استمع لمحاضرة عبر اليويوب القاها متمشيخ وهابي شاب بلحية منسدلة وشارب محفوف ، كان يرد فيها بشكل وصفه بالمنهجي على اراء وافكار الشيخ عدنان ابراهيم . وأشهد الله وملائكته ورسله على قولي ان ردا كهذا سيعزز من مكانة الشيخ عدنان لدى مستمعي كلمِهِ الطيب وحجتِه البالغة اكثر فاكثر ، لكون الرد جاء ضعيفا مهلهلا ليس من الانصاف ان نقارنه بحجج الشيخ عدنان التي كان يجهر بها في صباه ، فكيف به وهو اليوم في عقده الخامس متسلح بروح بحث جامحة لا تركن الى حقيقة حتى تسبح في غمرات كتب التاريخ بحثا عن حقيقة اخرى تميط عن اعيننا غشاوة الضلال . واليك ايها الشيخ الكبير ادعو الله ضارعا ان يحييك حياة محمد وال محمد "ص" الذين وضعت اوداجك على الشفار ثمناً للدعوة الى حقهم والجهر بظلامتهم وكشف اوجه ظالميهم من الاولين والاخرين، ووالله انك لتعلم ان قولة حق واحدة ويلقى الله بها العبد صادقا محتسبا لهي انفع له مما طلعت عليه الشمس ، اما الناعقون والثاغون والنابحون - من اي طائفة او نحلة كانوا - فهم موجودن في كل عصر ومصر ولن يصرفوا عنك أذاهم ، ولن يكفوا عن قولة الباطل حتى تكف انت عن قول الحق وهيهات لهم ذلك وهيهات لك ، فأبشر بالبلاء الجميل ، والحَكَمُ الله تعالى جده يوم تبلى السرائر
|