قد لا تكون هناك حرب تحرير إلّا وتسمعون فرقة العباس (ع) القتالية احد عساكر المحررين فيها.. نعم اكاد اجزم بأن فرقة العباس (ع) اصبحت من القوى الاساسية التي لا تكتمل استعدادات الحرب إلّا بها ولا يُعلن عن اكمال جاهزية خوض المعارك إلّا بضمان وجودها.. وبعد أيام قلائل من اعلان ساعة الصفر تراها وهي تُعلن عن انجازها لواجبها المكلفة به وعلى اتم وجه جنباً الى جنب مع الجيش العراقي البطل والفصائل الاخرى البطلة من قوات الحشد الشعبي التي اثبتت قياداتها اخلاصها وجدارتها .. ليُعلن بعد ذلك بيان النصر وراية العراق خفاقة في سماء المدن المستباحة .. ولا ننس بأن الفرقة كانت اول من يخوض حرباً بحجم حرب الموصل جنباً الى جنب مع الجيش العراقي وعلى درجة عالية من التنسيق دون اي سلبية تُذكر ويحققان نصراً ساحقاً خلال فترة زمنية قياسية .. وللتاريخ نقولها .. رغم الويلات التي نزلت بهذه الفرقة من قبل بعض المتنفذين في هيئة الحشد الشعبي فلا زلنا نشاهد ونسمع قيادة الفرقة تصر على التصريح في كل حرب تخوضها بأنها تمثل الحشد الشعبي إذ كان بإمكانها ان تقول غير ذلك حيث النجاح والتألق الذي بلغته الفرقة جاء بسواعد جنودها البواسل وهمم واخلاص قادتها وعلى اثر ذلك تنسب كل نجاح تناله الى الحشد الشعبي لتجسد للجميع اروع صور الايثار والصدق والاخلاص والوحدة وتُظهر للعالم الوجه الحقيقي للجيش العراقي الذي صنعته فتوى السيستاني .. لقد نالت ذلك الاستحقاق لأنها لا ولن تخرج عن نهج المرجعية ولن تتخذ طريقاً يحتمل الشك في مخالفة امر صاحب الفتوى وهذا سر نجاحها .. كما لا ننكر وجود اخواتها من فصائل وتشكيلات الحشد التي لم يظهر منها ما يشوب ولائها .. لكننا نركز على فرقة العباس (ع) القتالية لأنها استثناء نادر من حيث المواقف والمعطيات والنتائج التي حققتها طيلة ثلاث سنوات .. فها هي اليوم تطوي صفحة الظلاميين إذ ختمت صفحات البسالة ببطولات فرسانها وتخرج بنصرها المؤزر بعد ان خاضت المعارك في عمليات قادمون يا تلعفر وحققت وعدها ووفت بعهدها باسم الحشد الشعبي الذي قطعته لأهالي تلك المدينة المستباحة فما مرت بأرض إلّا وتركت فيها بصمة البطولة والشرف إذ راية العباس (ع) ترفرف فوق هامات رجال تقدسُ الملائك انفاسهم الملتهبة بلهيب حرارة الشمس ووجوههم التي غطاها غبار الوغى إذ الوطيس في ذروته وهم ماضون كالبرق في ارض غزتها جموع المجرمين ممن يتنفسون الشر .. نالت جميع ذلك بكل جدارة حيث التزامها المطلق بنهج المرجعية العليا وحملها لراية حامل لواء الحسين كفيل الحوراء زينب واسد الطفوف ابي الفضل العباس (ع) اضافة الى تجردها من كل ما يشوب الولاء لهذا الوطن ومقدساته.. فاستطاعت قيادتها ان تعبر بها غمار المصاعب وترسوا بجميع من فيها على ساحل النصر ومرغت انوف من اراد بها شرا في وحل الخيبة والهوان .. ولا ننسى دور اكف المؤمنين الذين يراقبون انتصارات الفرقة وقلوبهم متوجهة بالدعاء لها بشهادة المشرف على الفرقة (ميثم الزيدي) : ((اننا كنّا نرى اكف الدعاء تضرب الأعداء وتحمي الفرسان، ولازلنا نطلب المزيد فالمعركة ضروس والفرسان يكرون ويؤسسون مدرسة للبطولة وحب الوطن )) فلسنا نبالغ اذا قلنا ان فرقة العباس (ع) القتالية اصبحت قوة توازي قوى الجيوش النظامية وباعتراف الند والصديق وكيف لا تكون كذلك وقد اثبتت وجودها في اصعب ما تمر به الحشود المستهدفة فشقت طريقها عبر امواج التحديات بين ضغوط وحروب وفتن لا حصر لها وراحت تُسجل اروع الانتصارات في اعظم الملاحم ابهرت بها جميع المراقبين خلال مسيرة عظيمة من معارك التحرير من جرف النصر وآمرلي وما بعدها في صلاح الدين حتى بلغت كركوك واطفأت نار اختراق وتسلل ثم صنعت ملاحمها في البشير حيث تحقيق الوعد والوفاء بالعهد ثم انتقلت تلك الانتقالة التي اسفرت عن اهمية وجودها وبان فيها حجم دورها حيث نحت التاريخ صولاتها في الساحل الايمن من الموصل على لوح البطولات الابدية إذ نجحت ايما نجاح في انجاز الواجب الذي اوكل اليها بشهادة قائد عمليات قادمون يا نينوى الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله وشهادة العديد من قادة الجيش والحشد الشعبي وشهادة وكلاء المرجعية وممثليها .. وهاهي اليوم تختتم النصر بانجازها لواجبها المكلفة به فأنجزت وعدها ووفت بعدها الذي قطعته لأهالي تلعفر ..

|