لماذا أجهش مدير المدرسة وهو يحتضن مرتضى ؟
انتبهت ام هيثم لولديها هيثم ومرتضى وهم ياتون من المدرسه جياعا يهرولون مباشرة الى المطبخ ويسألون امهم عن وقت الغداء ..
أسبوع مر على الام وهي تراقب ولديها على هذه الحال ..
بدأت تتسائل ما الذي تغير؟
لم يكونا هكذا سابقا ؟
والدهما يعطيهم كل يوم مصروفا يوميا ليشتريا به من حانوت المدرسة ..
هل تغير شيء ؟ هل يسرق زملاءهم مصروفهم اليومي ؟
هل يتعرضا الى الابتزاز من الطلبة الاكبر سنا ؟
لم يكن هيثم ومرتضى قبل أسبوع يأتيا وهم جياع مصروفهم اليومي يكفيهم لشراء السندويجات والعصير .
لماذا الان ؟
حكت ام هيثم لوالدهها ما يحصل للولدين وهم ياتون الى المطبخ جياعا ومنذ أسبوع .
استغرب الوالد ايضا من هذا التصرف ،، استدعى هيثم وسأله عن مصير مصروفه اليومي ولماذا يأتي هذه الأيام جائعا
لماذا لايشتري من الحانوت
علما انه سابقا لم يكن كذلك ؟
لم يحصل الأب عن اي اجابة كان هيثم يلتزم الصمت ويطرق برأسه ولا ينظر بعين والده ،، عجز الأب عن معرفة السبب ..
كان مطمئنا انه سيحصل على الإجابة من ولده الأصغر مرتضى ..
استدعاه هو الاخر وكانت المفاجئة له ،، ان مرتضى هو الاخر لا يتكلم بل بدا عليه الحزن وما ان اطرق برأسه مطأطا حتى غلبه البكاء وفر هاربا من بين يدي والده ..
استغرب الوالد وساورته شكوكا كثيرة، لذا قرر ان يذهب غدا الى المدرسه ويستفسر عن حال ولديه ..
استقبل مدير المدرسة ابو هيثم وشكره على اخلاق وذكاء ولديه واثنى على تربيته ..
قَص ابو هيثم موضوع ولديه للمدير وبعض المعلمين المتواجدين في غرفة المدير ..
تفاجأ الجميع من هذه القصة وعدم علمهم بما يجري ولم يشك الولدان لهما ..
استدعى المدير هيثم وأخوه مرتضى وبدأ التحقيق معهما لكن هذه المرة الاثنان اجهشا بالبكاء ،، استغرب المعلمون مما يروه .
شدد المدير عليهما بالأسئلة وانه لا يسمح لأحد ان يتجاوز عليهما ..
لكن الولدين آثرا الصمت ،، الالحاح المتزايد من المدير والأب جعل مرتضى يتحدث لكن حديثه لا يخلو من نوبات نشيج ثقيلة وعيناه مغرورقة بالدموع ..
استاذ
لا احد يسرق يومياتنه واحنه ما نشتري سندويج من الحانوت ..
إستاد
انت مو تدري قبل أسبوعين استشهد ابو خضير اللي ويانه بالصف الثاني بالحشد الشعبي ..
نعم اعلم
استاد
اني وهيثم من انروح الحانوت كل يوم جانوا يجون ويانه خضير وأخوه كرار ويشترون لفات
إستاد
من استشهد ابوهم بالحشد بعد ما يجون ويانه للحانوت .
استاذ ما عدهم فلوس وأبوهم ما هو بالبيت مو استشهد وأمهم ما عدهه تنطيهم الف دينار ..
إستاد
نعم وليدي
إستاد
اني ومرتضى كمنا يوميه ننطيهم الالوفات ما لا تنه ..
إستاد
نعم وليدي
احنه أبونه موجود وامي عدهه فلوس ونروح للبيت نتغدة ..
أجهش المدير والمعلمون وأبو الولدين بالبكاء واحتضن الطفل وهو يبكي ..
احسنت رضاوي عفيه وليدي هذوله اخوتكم ديروا بالكم عليهم ..
المدير يوصي بمرتضى وهيثم والحاضرون يبكون ..
ملاحظة ::
القصة حقيقية حدثت في احدى المدارس في محافظة القادسية ورواها لي احد الأساتذة الكتاب وهو معلم حاضر في هذه القصة .
|