بزلةِ لسانٍ
تغيرَ السؤالْ
:ـ كيفَ يتكونُ الوطنُ ؟
بدلَ المطرْ
قلت :ـ حرارةُ الجراحِ
تبخرُ صرخاتِ الوجعِش
لتصعدَ إلى السماءْ
تُسيرُ سِربَ سنواتٍ مِن الجوعِ والعطشْ
وتقطعُ سهولاً من الحرمانْ
ثم ..
تتكونُ طبقاتٌ من الحزنِ و الأسىْ
طبقاتٌ من الدمارِ
ورزم من مرارةِ الزمانْ
بينما هُناكَ في البعيدْ
تطلُ بغدادُ على روحِ السؤالْ
:ـ متى يجيء الوطنُ ـ المطرْ ؟
:ـ حين تمسُ المواجعُ برودةَ الواقعِ
يتسورُ التعبُ ـ الغربةُ ـ والعويلْ
وأشجانٌ تعمرُ في القلوبْ
يتكاثفُ الحنينْ
فيتساقطُ الدمعُ والأمنياتْ
تتكونُ الأمنياتُ حينها الأوطانْ
من أضلاعِ بنيها
كلُ دمعةٍ في العينِ وطنْ
وكلُ غصةٍ في القلبِ وطنْ
وكلُ حنينٍ إلى وطني وطنْ
والسؤالُ الذي بقى في خاطري
لمن صفقن بناتي كثيراً
هل كان التصفيقُ لي
أم للوطنْ ؟ |