تحت مطرقة السندان

لاشك أن العمل شرف، واليد التي تكد من أجل لقمة العيش تسمو بمكانة الإنسان، ولاسيما عندما يحقق ذاته ويؤسس لبناء أسرته على أسس صحيحة، وينطلق من اللاشيء، ليكون له أرضية قوية يقف عليها.

غير أن رؤية الحاضر، والإستشراف الى المستقبل ليس بهذه الوردية دائماً، خصوصاً عندما تقف متأملاً للشرائح المسحوقة، والطبقات التي تنعدم في داخلها الحياة الطبيعية، التي تجدها مسطرة في الدستور ومواثيق حقوق الإنسان.

من خلال حالة التمايز، التي تزيد الهوة، وتضغط بقوة على الطبقات المسحوقة، يفرض العمل القسري، قانونه، كحكم ملزم التنفيذ، تحت عنوان " لقمة العيش"، ومستلزمات الحياة الأساسية بأدنى مستوياتها، المهم أن تجد لها فرصة عمل، حقيقي أو وهمي، يأتي بعائد مادي يشارك فيه الفرد منظومته الأسرية في سداد نفقات الحياة، وهنا يبرز دور الوسيط لتشغيل هذه الأيدي أو إستثمارها مستغلاً إنكسارها، وحاجتها للعيش.