رُؤى مختلفة حول خطاب يوم النصر (الحلقة الثانية)

في الحلقة الاولى من هذا المقال، تناولت بعض جوانب خطاب السيد العبادي في يوم الانتصار 10 تموز 2017. و في هذه الحلقة استكمل المقال فأقول:

إِنَّ الخطابات التي يلقيها اشخاص مهمون في المجتمع، تصنّف الى عدة انواع. منها:

خطابات وطنية تخص شؤون الشعب و مستقبله في الحاضر و المستقبل. خطابات الصدمة، و هي التي تختص بالاعلان عن حدوث حرب او حصول كارثة. خطابات استعراضية او دعائية، الهدف منها اشعار المتلقين، بسيطرة الجهة المتبنية للخطاب على الوضع العام . خطابات استفزازية، الهدف منها استثارة طرف معادي، لمعرفة نواياه المستقبلية. خطابات كاشفة لحقائق غائبة عن الرأي العام، كالاعلان عن وجود شبكات تجسس او مجموعات تخريب، تعمل لصالح جهة معادية.  

كان المتوقع ان يكون خطاب السيد العبادي، في يوم الانتصار على داعش، من النوع الاول من الخطابات.  لكن السيد العبادي، لم يجعل خطابه، متسماً بطابع حسم المواقف، المتعلقة بمستقبل العراق. و لم يفصح بشفافية في خطابه، عمّن وقف مع العراق، و عمّن كان ضدّ العراق في حربه مع داعش. 

و من محاسن الصدف، أَنَّ بُعيد يوم واحد من خطاب السيد العبادي، أَلقى السيد حسن نصر الله، في مساء يوم الثلاثاء 11 تموز 2017 خطاباً، بمناسبة انتصار القوات العراقية على عصابات داعش، هنأ في مستهله المرجعيات الدينية، و الشعب العراقي و قيادته السياسية و العسكرية بيوم الانتصار.

لقد استغرق خطاب السيد حسن نصر الله، فيما يخص الشأن العراقي، خمساً و ثلاثين دقيقة و ثلاث و عشرين ثانية (أي ان مدة خطاب السيد نصر الله، تعادل تقريباً، سبعة اضعاف مدّة خطاب السيد العبادي).

استعرض السيد حسن نصر الله في خطابه النقاط التالية:

و لم يغادر السيد حسن نصر الله، حيثيات الساحة العراقية، فأكد بثقة تامة، ان العراق لا يتخلص من الارهاب، ما لم يتم القضاء على جذور الارهاب في العراق.       

و من نافلة القول ان نؤكد، بان العراق اليوم بحاجة الى قائد، يضع حداً فاصلاً بين الأبيض و الأسود، و يتجنب المناطق الرمادية في المواقف.

قائد لا يتنازل امام أية قوة، عن مصالح شعبه و وطنه، حتى وان كلف ذلك حياته. هذا هو الدرس الذي يجب ان يعرفة، اي متصدي للمسؤولية في العراق، حالياً و مستقبلاً. و الله تعالى ولي التوفيق.