
تعتزم مؤسسة الدليل للدراسات والبحوث العقدية التابعة للعتبة الحسينية المقدسة، طبع ونشر كتاب "نهاية حلم وهم الإله" من تأليف عضو المجلس العلمي في المؤسسة سماحة الأستاذ الدكتور أيمن عبد الخالق المصري.
ويقول المؤلف الأستاذ المصري في مقدمة كتابه الذي يضم 10 فصول، إن الدوافع التي جعلته يقدم على تأليف هذا الكتاب للرد على زعيم الملاحدة الجدد في القرن العشرين ريتشارد دوكنز، "لقد لاحظت في السنوات الأخيرة، لا سيّما بعد فشل ما يسمّى بالإسلام السياسيّ في العديد من البلدان العربيّة، وظهور الحركات الدينيّة المتطرّفة، والسلوك الشائن والانتهازيّ لبعض العلماء المنتسبين للدين، مما سبب عزوف كثير من الشباب الحائر عن الدين، ويتّجهون نحو الإلحاد بدوافع نفسانيّةٍ محضةٍ ولردّة فعلٍ على كلّ ذٰلك كما هو في الغالب، أو لشبهاتٍ قد عرضت لهم من الملاحدة من خلال مواقع التواصل الاجتماعيّ، مع فقدان المناعة الفكريّة لديهم، وغلبة الاتّجاه الحسّيّ عليهم؛ نظرًا لأسبابٍ كثيرةٍ سنتعرّض لذكرها في طيّات البحث إن شاء الله تعالى".
وقد أوضح قائلا: "كنت في البداية متردّدًا من أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ حتّى لفت نظري كتابٌ لزعيم الملاحدة الجدد في القرن العشرين ريتشارد دوكنز (Richard Dawkins) والّذي سمّاه (وهم الإلٰهThe God Delusion )، وقد هالني ما سمعته من أنّ هٰذا الكتاب قد تمّ طبع ونشر ملايين النسخ منه بعشرات اللغات المختلفة، وأنّه قد أصبح بالفعل إنجيل الملحدين وفخرهم، حيث زيّنوا به مواقعهم، واكتظّت به مواقع تواصلهم الاجتماعيّ، وأضحى معتمد احتجاجاتهم، وملهم أفكارهم".
ورأى المؤلف الأستاذ أيمن المصري إن تأليفه لكتاب "نهاية حلم وهم الإله" هو "تكليف عقلي وأخلاقي في مواجهة وتقويم أيّ انحرافٍ فكريٍّ أجده بعيدًا عن الواقع في هٰذا الكتاب؛ من أجل تنبيه الغافلين، وتوجيه المسترشدين، واستنقاذ الملايين من الشباب الحائر من الوقوع في هاوية الإلحاد، والتردّي في نفقه المظلم".
وبشأن رأيه في مؤلف كتاب "وهم الإله" ريتشارد دوكنز، بين الأستاذ أيمن المصري قائلا" اعتمد دوكنز بكثافةٍ وفي أغلب فصول كتابه المنهج الخياليّ الدراميّ الهزليّ في تشويه خصومه من المتدينيّن، وإظهار الاضطهاد والمظلوميّة، ونقل القصص والطرائف المتنوّعة، واستثارة عواطف القارئ ومشاعره، ثمّ استعمل المنهج المغالطيّ السفسطائيّ في إثبات آرائه، والردّ العشوائيّ على معتقدات المتديّنين، وبنحوٍ يفتقر إلى أدنى معايير المنطقيّة العلميّة أو الموضوعيّة، وكأنّ غاية الكاتب هي فرض الإلحاد على عقول الناس ونفوسهم بأيّ قيمةٍ أو مبدإٍ. وقد بيّنت كلّ ذٰلك في مطاوي انتقادي للكتاب".
|