
أطاح ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز بولي عهده محمد بن نايف من ولاية العهد، وعين نجله محمد بن سلمان وليا للعهد، وذلك في أمر ملكي أصدره صباح اليوم الأربعاء.
وبموجب الأمر الملكي عين الشاب محمد بن سلمان وليا للعهد، ونائبا لرئيس مجلس الوزراء، كما احتفظ بمنصبه وزيرا للدفاع.
فيما أعفي بن نايف كذلك من منصبه وزيرا للداخلية، وعين مكانه الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز.
كما أجرى ملك السعودية تعيينات في مناصب أخرى داخلية وخارجية، أبرزها تعيين عبد العزيز بن سعود بن نايف وزيرا للداخلية.
وتعد هذه الخطوة انقلابا هائلا فى هرم الحكم السعودي، وتقرب نجل الملك الأمير محمد بن سلمان من الانقضاض على كرسي العرش خلفا لوالده.
عبدالعزيز بن سعود أصغر وزير داخلية في تاريخ السعودية، فمن هو؟
عين الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، اليوم الأربعاء، وزيرا جديدا للداخلية هو عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود، خلفًا لعمه الأمير محمد بن نايف الذي شغل المنصب منذ العام 2012.
والوزير الجديد يبلغ من العمر (34 عامًا) إذ أنه من مواليد عام 1983، وبالتالي هو من أصغر وزراء الداخلية في تاريخ المملكة، وهو متزوج ولديه من الأبناء (نايف وأحمد وسعود ومحمد).
تخرج الأمير عبدالعزيز في مدارس الظهران الأهلية القسم الإداري، وتلقى التعليم الجامعي في جامعة الملك سعود قسم القانون.
عمل بعدها عدة سنوات في القطاع الخاص وكلفه الملك سلمان بعد أن تولى سدة الحكم في السعودية مطلع العام 2015، بالعمل مستشارا بالديوان الملكي، حيث عمل فترة في إدارة الحقوق وثم في إدارة الأنظمة، وبعد ذلك في الإدارة العامة للحدود بالديوان الملكي بالإضافة لوحدة المستشارين.
ومن ثم عمل لمدة ستة أشهر في الشعبة السياسية، كما عمل بعدها مستشارًا في مكتب وزير الدفاع محمد بن سلمان، ليصدر أمر ملكي في مايو من العام الماضي بتعيينه مستشارا لوزير الداخلية الذي انتقل منه اليوم الأربعاء إلى منصب الوزير.
ولم يظهر عبدالعزيز بن سعود في الاعلام كثيرا، إلا أنه حرص على المشاركة في استقبال الوفود الاجنبية التي زارت السعودية خلال العام المنصرم.
هل تتجه السعودية نحو مزيد من المغامرات؟
عزل الملك سلمان بن عبد العزيز في انقلاب ناعم محمد بن نايف من ولاية العهد وكل المناصب التي كان يشغلها منصبا محمد بن سلمان مكانه.
فالملك سلمان ومنُذ وصوله الى الحكم بدأ بتغييرات واسعة في الإدارة السعودية حيث أبقى في بادئ الأمر قرار الملك السابق عبدالله معيّنا الأمير مقرن بن عبد العزيز وليًّا للعهد، كما عيّن سلمان محمد بن نايف وليا لولي العهد. لم يطل الأمر سوى قليلا حتى عدّل قراراته بعزل مقرن بن عبد العزيز وتعيين محمد بن نايف وليا للعهد، وابنه محمد بن سلمان وليًّا لوليّ العهد.
كان واضحا منذ البداية أن الملك السعودي يطمح إلى تقليد ابنه مناصب القوة والحكم بشكل تدريجي طوال هذه الفترة الزمانية، وذلك بدون إحداث صدمة في المجتمع السعودي.
فمن تعيينه وزير للدفاع الى تقليده اليوم منصب ولي العهد، تعتبر هذه الخطوات ممهدات من أجل وصول الشاب السعودي الى مقاليد الحكم، فقد سعى محمد بن سلمان منذ كان وليا لولي العهد أن يطيح بمحمد بن نايف عبر تهميشه من كل اللقاءات والمراسم الحكومية حتى أنه كان من يستقبل رؤساء الدول، كما كانت سلطة الجهاز الدبلوماسي السعودية بيد محمد بن سلمان فهو الوجه الأول بين العائلة السعودية الّذي استطاع ان يحصد لقب مستضيف الرئيس الأمريكي هادفا خلال هذه الفترة الى إظهار نفسه بصورة الشخص المقتدر والرجل الأول في السعودية.
وبدأ محمد بن سلمان منذ تقلده منصبه في السعودية حربا على اليمن واستعاض سياسة التعامل في السياسة الخارجية بسياسة المواجهة، وكان محمد بن سلمان هو الشخص المناسب الّذي عمد الى سلوك المواجهة مع الجمهورية الاسلامية مصرحا في الآونة الأخيرة بأنه يسعى الى إيجاد حرب في الداخل الايراني.
وفي عهد الملك سلمان تدهورت العلاقات السعودية مع حلفائها ومن ضمنهم قطر، فالسعودية الى جانب الامارات والبحرين ومصر فرضوا حظرا إقتصادا على قطر.
يمكن القول أن السياسة الخارجية السعودية يمكن تلخيصها في عهد الملك سلمان بما يلي: المواجهة المباشرة مع ايران، التدخل العسكري في اليمن والحظر الإقتصادي على قطر مؤخرا.
الخطوة الأخيرة عبر تقليد محمد بن سلمان ولاية العهد السعودية تعتبر تمهيدا أساسيا من اجل وصوله الى الحكم خصوصا وأن الملك سلمان مصاب بمرض الزهايمر ومن المحتمل بشكل كبير أن يعزل نفسه لصالح محمد بن سلمان بسبب كهولته والمرض الّذي يعاني منه.
|