قديما قالت العرب: ((لكل مقام مقال))، ولكل موسم طقوس وعادات، والإنسانية تحدو بنا أن نحترم الطقوس والعادات رعاية لمشاعر أصحابها. 
شهر رمضان المبارك موسم إسلامي جعله الله للمسلمين للتقرب إليه، والعيش في ضيافته ((شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله…. ))، لكنا نجد سنة بعد أخرى أن هذا الموسم الرحماني العبادي يتحول إلى سوق للعرض الدرامي، وإنتاج المسلسلات، ولا أدري ما علاقة ذلك بشهر العبادة، ولماذا تتسابق الفضائيات على طرح ما بجعبتها من نتاجات درامية في هذا الشهر ، حتى أنك تجد الإعلانات عنها تسبق الشهر الفضيل بشهرين. 
ولم تكتف أكثر الفضائيات بذلك بل راحت تنتج برامج ومسلسلات تخدش الذوق العام، وتنتهك حرمة الشهر المبارك، فشاعت قصص الخيانة الزوجية، والعشق الماجن، و الإجرام والسرقة والمخدرات بطريقة تصور أصحاب هذه الأفعال بصورة تجتذب المتلقي وتؤثر فيه، ولاسيما أن أكثرها تجعل منهم أبطالا للعمل الفني تدور القصص حولهم، وتشير من طرف خفي إلى حقهم في ذلك، يصاحب ذلك اختيار ممثلين وممثلات مرغوبين عند الجمهور للتأثير أكثر، مما يوقع المتلقي تحت تأثير تلك الشخصية، ويثير الرغبة فيه لتقليدها فيما عملت. 
وهذا سبب كبير لشيوع ظواهر لم نعهد كثرتها من قبل كالخيانة الزوجية من الطرفين، وقتل الزوجين بعضهما، وقصص العشق الماجن، وهروب الفتيات مع مشوقيهن، و و و و… . بل وصل الأمر إلى زنا المحارم. 
متى ننتبه إلى هذا الخطر الذي يحيط بنا، ونحصن بيوتنا من سرطان الفكر الذي يجتاح عوائلنا ونحن غافلون.