هنا قبل عام تسارعت خطى الأبطال الذين وفدوا من كل مكان ترفرف فوق رؤوسهم راية أبا الفضل العباس ع وتزمجر بين أياديهم فوهات البسالة والشجاعة والإقدام لبسوا القلوب على الدروع متوجهين نحو البشير التي إحتلتها داعش ورزحت تحت بطشهم وجبروتهم وهجرت أهلها وعبثت بمقدراتها . وبعد أن إستغاث أهل البشير بكل المسميات ولم يجدوا لهم جوابآ وأغلقت في وجوههم جميع الأبواب وكادت قضيتهم أن تصبح نسيآ منسيا . فولوا وجوههم نحو صاحب الإبا والفدا مستصرخين ياأبا الفضل أغثنا فتسارع الأبطال من فرقة العباس ع القتالية لإنقاذ الأرض والعرض ودك حصون الأوباش والقضاء على زمر الإرهاب والتكفير الذين عاثوا في الأرض فسادآ . عقدت فرقة العباس ع القتالية العزم على أخذ زمام المبادرة لتحرير قصبة البشير وإن بقيت لوحدها في الميدان فلن يحبط ذلك من عزيمتها بل بالتأكيد سيزيدها إصرارآ وثباتآ وقوة على المواجهة كيف لا يكون ذلك وهم الذين يستمدون طاقتهم الجسدية والمعنوية من شموخ وبسالة وإيمان أبا الفضل العباس ع وسيرته العطرة . فأعطت لنفسها وللآخرين عهدآ ووعدآ ووفاءآ بأن البشير ستتحرر على يديها فرابط الأشاوس الابطال من هذه الفرقة مع من تجحفل معها من بقية الفصائل وإستجمعت القوة بكل صنوفها وأستخلصت الخطة بكامل مفرداتها وبدأت المنازلة لتشهد أروع ملاحم البطولة والفداء والتضحية والشهادة في سبيل الوطن . وبطبيعة الحال نؤمن بأن القتال يعني الدم والحرب تعني النصر وتعني الشهادة فلا قتال بدون دماء ولا نصر بدون شهادة . هنا قبل عام تحقق الهدف وإرتفعت رايات الإنتصار على الأعداء وتحررت قصبة البشير وتنفس أهلها الصعداء وأزيحت الغمة عنهم وعادت الإبتسامة الى محيا الجميع . وهنا أيضآ قبل عام هوى على أرض البشير نخبة من قادة الفرقة ومجاهديها لتعانق أجسادهم أرضها وتمتزج دمائهم الزكية بترابها ولتتطهر بشهادتهم من دنس الدواعش وتتحرر بفضل تضحياتهم لتعود الى أحضان الوطن العزيز فيعود أهلها اليها ليعيشوا بأمن وأمان . اليوم جاءت الوفود والفصائل والقادة ومعهم عوائل المجاهدين لتحتفي مع أهالي البشير بذكرى تحرير أرضهم مبتهجين برايات النصر مستذكرين صولاتهم وبطولاتهم وصمودهم وإنتصاراتهم . ومع الجمع أيضآ جاءت عوائل الشهداء متوجهة نحو أرض البشير تسألها علها ترشدهم الى أماكن مرابطة الأحبة حين وقفوا ليدافعوا عنها وأطلال مواضعهم التي صرعوا فيها لعلهم يتنفسوا عبير شهادة أبنائهم وإخوانهم وآثار أرواحهم الذين كانت شهادتهم مصداقآ للعهد الذي قطعوه على أنفسهم إما النصر وإما الشهادة وأيضآ كانت شهادتهم عنوانآ لأقرانهم المجاهدين للوفاء بالعهد والبركان الذي زلزل الأرض تحت أقدام الإرهابيين والأسفين الذي دق آخر نعش لداعش في هذه الأرض . وفاء البشير اليوم هو إمتدادآ لوفاء الشهداء الذين ضحوا من أجل تحريرها فالأرض لن تنسى شهدائها ولن ينسى أهل البشير من ضحى وأستشهد في سبيل تحريرهم من ظلم الظالمين وكيد الوهابيين الإرهابيين. الرحمة والرضوان لأرواح الشهداء الأبرار والحفظ والأمان لمجاهدينا الأبطال وبعون الله النصر المؤزر بأياديهم في كل مكان لتحرير العراق من دنس الأعداء ..