• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : أيام الشيعة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

أيام الشيعة

لكل أمة ولكل قوم او طائفة اياما مخصوصة , تخلد ذكرى حدث ما يرتبط بها ارتباطا وثيقا , فقد يكون حدثا ولدها او غيّر مجريات امورها في زمن ما وفي ظروف خاصة جدا . 
للشيعة اياما كثيرة , كثيرة بمعنى الكثرة , منها ما مضى ومنها مما لا يزال مستمرا ومنها مما لم يحدث بعد , وفقا للمقولة ( كل يوم عاشوراء .. وكل أرض كربلاء) , طالما هناك نزالا بين الحق والباطل لن تتوقف الايام الخاصة , لذا تميز الشيعة عن غيرهم بكثرة الايام.
اليوم الخاص لابد وان تكون له نواة تتمحور حولها اهميته والسبب في خصوصيته وتخصيصه , كأن تكون تلك النواة عبارة عن حدث كما نوهنا اعلاه , او هي ميلاد شخص ما لميلاده أثرا في معتقداتهم ومناحيهم , او استشهاد شخص ما ذو اهمية بالغة او طريقة استشهاده غير مسبوقة في الامم الاخرى .
الامام موسى الكاظم عليه السلام , الامام السابع , مفترض الطاعة , سليل الاسرة المحمدية المطهرة قرآنيا , أمضى أغلب حياته في السجون , سجون الطواغيت , لا لشيء ولا لتهمة , الا لكونه صوتا من أصوات الحق والدعوة الى الله والصراط المستقيم , كان "عليه السلام" أعزلا , لم يحمل السلاح , ولم يملك الجيوش , الا ان رعب الطواغيت لم يهدأ ولن يسكن الا بالاحتفاظ به في سجون خاصة , مغلقة الاحكام , مشددة الحراسة , ذلك لم يكن كافيا ايضا في نظرهم , فعمدوا الى تقييده وهو "عليه السلام" في داخل تلك السجون بشتى انواع القيود والاغلال , لا ولن يتوقف الامر عند هذا الحد , بل تعدى , ووصل الى درجة بقاء القيود والاغلال على جسده الطاهر حتى بعد استشهاده "عليه السلام" , ليحمل هذا الجسد الطاهر سرا في الليل , ويوضع على الجسر , ثم يلوذ الجلاوزة بالفرار , ليس في ذلك مبالغة , بل عين الحقيقة , الحقيقة التي نقلها تاريخنا الذي يمجد اولئك الطواغيت , أولئك الطواغيت الذين طالما ووصفهم التاريخ بالفروسية والبسالة هو نفسه التاريخ يصفهم بالرعب والخوف من جسد الميت !.
يوم كشف حقيقة الطواغيت وزعزعتهم من الداخل , وفضح واقعهم اليومي المهزوم , يوم رفع الستار عن الغطاء الذي يحتمون به , يوم يعريهم ويكشف عوراتهم امام المخدوعين بهم , يوم أثبت ان صوت الحق يزلزل العروش ويدك الحصون . 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=92680
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 04 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15