يعد الفن الاستعراضي وسيلةً مؤثرةً في بناء التصورات وتشكيل القناعات لدى الكثير من المتابعين، سيما وأنه يشكل نافذةً لبث روح الفن والجمال والمحبة والسلام في المجتمعات، ويعد الفن السابع أو السينما من الفنون المحببة لدى الجمهور، واحدى الوسائل الفنية المعاصرة، كونه يشكل بوتقة تجمع الفنون المرئية والمسموعة جميعاً في عمل فني واحد رائع ومتناسق، إلا أن السينما استُغلت في الآونة الأخيرة بشكل كبير في الترويج للعنف والاضطهاد والجريمة، ولم تخلو معظم الأفلام من الإساءة والتدنيس لكل ما يتعارض مع ايديولوجيات الجهة الراعية لها، ويعد الترويج لاعتناق الفكر الإلحادي احدى الوسائل التي عمدت الدول المسيطرة على مضمار انتاج الأفلام السينمائية إلى الترويج لها، وهوليوود هي احدى الأذرع التي يُعتمد عليها في هذه المسألة، فقد استطاعت هذه المنظومة من الترويج للإلحاد بسهولة بالغة، إذ تكاد لا تخلو معظم المدن والمنازل من دور السينما وأجهزة التلفاز وأشرطة الأفلام ووصلات الإنترنت، ومن السذاجة الاعتقاد بأن ماكنة هوليوود الإعلامية السينمائية قد صُنعت لأجل إمتاع الجمهور فحسب أو لتحقيق الأرباح المادية وإن كان المكسب المادي من أولويات كبار منتجي الأفلام، وبصرف النظر عن الإقبال الكبير للجمهور الذي تشهده صالات عرض الافلام الهوليوودية وما تحققه سنوياً من أرباح طائلة تقدر بمليارات الدولارات وصيتها الذائع في وول ستريت، إلا أن هذه الماكنة تمكنت بسهولة من السيطرة على العقل البشري وبرمجته وفق مصالح ايديولوجية تخل بالفطرة السليمة للإنسان، فقد وظفت هذه المنظومة معظم أفلامها للسخرية من الأديان وضرب الشرائع المقدسة، وإظهارها للمشاهدين بصورة مغلوطة وغير حقيقية وذلك بتزييف الحقائق تاريخياً أو تناول الحالات الشاذة والدخيلة على الدين واستخدام بعض العبارات والصور المسيئة والمفبركة كإظهار السيد المسيح بهيئة الرجل المتهتك كما في فيلم (The Last Temptation Of Christ) والإساءة إلى السيدة مريم المقدسة، أو الترويج للعنف والارهاب بمختلف أشكاله والتعمد في إظهار الإسلام والمسلمين بصورة (الإرهاب الدموي)، وقد برز ذلك في الآونة الأخيرة بشكل أكثر تركيزاً، كما في فلم (Zero Dark Thirty) وفلم (Argo) وفلم (Rose Water)، لقد وظفت هوليوود وبشكل رئيسي هذه الأفلام لبرمجة عقول أفراد المجتمع –المسيحي والإسلامي على حدٍ سواء- ؛ لتبين أن الأديان هي محض تفاهة وأن الشرائع السماوية لا تحمل أي من مفاهيم المحبة والعدالة والسلام الذي تنشده البشرية، وهو اعتقاد بعيد كل البعد عن حقيقة الأديان التي شرعها الله تعالى، ولم تكتفي هذه المنظومة بذلك بل عمدت الى إنتاج الأفلام التي تدعو إلى الإلحاد كما في فلم (Thor) وفلم (Wrath Of Titans) لتدفع بشريحة كبيرة من المجتمع الى اتخاذ الفكر الإلحادي منهجاً بوصفه ظاهرة فكرية لا تعترف بوجود الإله ولا المقدس.
إن الوقوف دون الحيلولة لمجابهة هذا الفكر الدوغمائي المتسلط قد يعقد الأمر بشكل أكبر وبالأخص في المجتمعات الإسلامية، فالسلاح الذي تمتلكه هذه المنظومة هو سلاح فكري وينبغي مجابهته بالسلاح ذاته.
|