يقول العالم البريطاني "آرنولد تويمبي" عن العودة والإعتكاف أن الإنسان يعتكف على نفسه ومن ثم ينقلب على الأمة ، وهو مبدأ اتبع في كل الإنقلابات التي حصلت في العالم العربي في القرن الماضي من مرحلة الجهل إلى مرحلة الثورات العلمية .
تمسكنا بالقومية العربية وتركنا العروبة الأصيلة المستوحى من السماء ، وتقلبنا واعتكفنا على أنفسنا وإنقلبنا على مبادئ ديننا ، والإعتكاف يحتاج إلى محاسبة النفس وقراءة الوضع بالكامل ومعرفة الماضي وقراءة المستقبل .
نحن في زمن الإنحطاط السياسي ، ونمتلك الجهل والأمية حيث يترك الأستاذ دراستة ويذهب للحرب ، وحيث يموت الأب وتترك الزوجة ، فالحروب طعام للجهل والتخلف .
إنتشر في عالمنا العربي الأمية ، والبغاء والحروب والأيتام والأرامل والفقر والحاجة ، لم تكن بهذا القدر في القرون السابقة ، بسبب كثرة الفساد وظلم الحاكم وضياع الحكمة وغباء القادة وهجرة المثقفين وبقاء الرويبضة وإنشاء الأحزاب ودعم المتطرفين !
الدولة المستعارة أصبح واقعنا ، لم نعد نتحمل المواطنة واستهوتنا التجربة والبحث ونقل الثقافة عن طريق هجرة علماءنا ومثقفينا ، أصبحنا غرباء في أوطاننا ، نستورد الكرامة والإحترام .
والبعض إكتفى بالإعتكاف عن الواقع ، محاولاً بذلك معرفة ما يحصل وبشكل مختلف ، والقبول به نوعاً ما والخوف من المواجهة !
الإنقلاب على الواقع حقيقة قادمة ، الإنقلاب على الظلم لابد منه ، الإنقلاب على الفكر مبدأ ، الإنقلاب للأمة للحفاظ على الكرامة ، الإنقلاب على العلم والثقافة يحتاج لورقة وقلم .
إن دور العلماء الذي إنتهى منذ زمن عليه أن يظهر ، والمثقفين عليهم أن يعوا أهمية المرحلة وتثقيف الشباب بدورهم الحقيقي للحفاظ على الأمة الأصيلة ، وهذا بالطبع له أسس وقواعد يعرفها جيداً أهل الإختصاص والعلم .
لا تنهض الشعوب ولا الأمم إلا بالمخلصين ، ولا تحقق الهدف إلا بالعزيمة ، وعليه يجب أن نهتم بالبحث والعلم والمناهج قبل الإهتمام في المباني ، علينا أن نهتم بالعقول ، علينا تغيير الفكر المستشري بين الشباب ، ومنه ننطلق لجيل واعي يعرف حقوقه وواجباته ، يعرف معنى العلم والمعرفة والبحث ، ليأخذ طريقه إلى المستقبل .
والله المستعان ... |