كذبة ،مجرد كذبة صغيرة كانت كافية لنزع فتيل الازمة كما يقول اغلب مذيعي الاخبار ،ولكن حتى تلك الكذبة الصغيرة كانت غير ممكنة بالنسبة لي ،فما معنى ان اكذب او اغير الحقيقة من اجله ، لماذا لايمكن ان اخبره بالحقيقة، الحقيقة فقط بدون خداع ،لقد قالت احد الممثلات الفرنسيات قبل فترة طويلة( اني احب ان اكذب، الكذب يجعل المراءة تبدو اجمل) ذلك قولها هي الغانية الباريسية وماشأني انا المراءة الشرقية ، ولكن ماكان يفصلني عن الازمة معه لم يكن اكثر من كذبة صغيرة،ولكن الم يكن سيبدو على وجهي ملامح تلك الخطيئة وهي الكذب ولكن مهلا اية ملامح؟ وهل سيبدا انفي بالاستطالة كأنف ((بنكيو ))اللعبة الخشبية في قصص الاطفال بالطبع لست كابنكيو ولن اكون ،لقد قراءت مرة ان الذين يكذبون يتفادون النظر في عيون من يكذبون عليهم ،حسنا سانظر مباشرة في عين من اكذب عليه ولن ترمش عيني برهة هكذا سيقتنع بكذبي .
ولكن لماذا ساكذب ،هل ساكذب لارضائه ؟ وكما يقولون الكذبة تتبعها اخرى ربما لن تنقذني من اشتعال الازمة كذبة واحدة ،ربما ساحتاج واحدة اخرى وبعدها واحدة اخرى ،وهكذا سيصبح لدي حبلا كامل من الكذب ،والناس عادة تقول الكذب حبله قصير ولكن ما اكثر الناس الذين رايتهم يملكون حبالا متعددة من الكذب ،حبالا كثيرة لاتعد ولاتحصى ولم ينقطع احدها يوما ،ولكن لو اني كذبت من اجل انتزاع فتيل الازمة ذاك ،ساكذب بعدها لان تغيير حقيقة واحدة يتطلب تغيير حقائق اخرى ، وهكذا سيصبح لدي الكثير من المتضادات ،فعلت ولم افعل ،قلت ولم اقل ونعم وكلا وغيرها ،حينها ستتداخل الامور بالنسبة لدي كيف لي ان احفظ كل هذا ،حتما ستتداخل في ذاكرتي وتختلط ولن اميز حينها متى قلت نعم ومتى قلت لا، سيكون الامر اشبه بوجود امراءتين في جسم واحد او دماغين في عقل واحد ،وعندها سافقد نفسي لن يكون هناك وجودا لانا ستختلط مع الاخرى، اصبح مزدوجة الشخصية كما يقولون فهل سيحب عندها انا ام هي ،لن اميز ذاتي بعد تلك الكذبة ستضيع وسط تلك الاكاذيب كلها ،وعندها ساقضي عمري اتسأل هل يحبني ام يحب الاخرى وبعدها هل يستحق ان ابدل نفسي من اجله؟
هل يستحق ان انشطر الى ذواتين مختلفتين فقط لارضائه؟
ربما سامضي عمري استحث ذاكرتي على تذكر ماالذي قلته ومالذي كذبت بشانه؟
ترى هل يستحق الامر ان افقد ذاتي؟
هل ممكن ان اختلف مع نفسي من اجل اخر؟
لن يكون ذلك امر بغاية السهولة ،وهل الامر يستحق التضحية ،وهل تلك الكذبة ستغير شيئا ، لا اعتقد ذلك .
|