قال رئيس الوزراء حيدر العبادي، إن العراقيين يقاتلون في الموصل بجميع اطيافهم وان هناك تنافسا للاندفاع الى الخطوط الامامية في المعركة، مبينا ان المعركة اليوم هي معركة مصيرية ووجودية وان داعش لا تصارعنا على الارض او السلطة وانما تريد تغيير حضارتنا ووجودنا.
وذكر العبادي في كلمته خلال ملتقى السليمانية الخامس لمناقشة مرحلة ما بعد داعش، الذي نظمته جامعة السليمانية، بالدعوة الى مصالحة مجتمعية باعتبارها جزءاً من المصالحة الوطنية، مشيرا الى ان الخلافات السياسية والاثنية والمذهبية سوف لن تؤدي الى النصر، وان النصر لن يتحقق الا بالوحدة.
وحذر رئيس الوزراء، من تخلي المواطن العراقي عن الديمقراطية اذا استمرت القوى السياسية في الصراع على المصالح والمكاسب.
وقال العبادي ان قوات الجيش تقاتل الى جانب البيشمركة وهذا يحصل لاول مرة، موضحا اننا نسعى لان يكون الجيش لكل العراقيين وان تتوحد قواتنا الامنية جميعا لخدمة العراقيين.
وفيما دعا “دول المنطقة الى التعاون ضد الارهاب فحرب سوريا واليمن وليبيا والعراق لا تنتج الا أرهاباً”، نوه العبادي إلى إن الحكومة العراقية “تريد بناء جيش يحمي العراق من اي تهديد داخلي او خارجي، ولن تتردد بضرب مواقع للارهاب في دول مجاورة تهدد أمن العراق”، قائلا إننا “استخدمنا ذلك في سوريا واستهدفنا مواقع لتفخيخ العجلات تُعد لارسالها الى العراق”.
واضاف العبادي ان اهل الموصل يجب ان يحكموا مدينتهم بانفسهم، داعيا السياسيين الى المزيد من الوحدة، مؤكدا ان العراق لا يريد ان يعود الى الدكتاتورية مجددا.
ونوّه رئيس مجلس الوزراء الى ان الفساد لا يقل ضررا عن الارهاب بل هو من يؤدي الى الارهاب وقال إن العراق نجح في جمع المتناقضات وان العالم وجد من مصلحته ان يدعمنا ويؤيدنا، كما ان العراق لا يخلو من مشاكل مع بعض الدول لكنه لا يمنع المشاركة مع هذه الدول في مجال محاربة الارهاب.
وتحدث العبادي عن ان الحرب تولد عوائل نازحة ومظلومين وهذا بدوره سيولد حاضنة للارهاب، داعيا السياسيين للتحرك في العمل السياسي بروحية المقاتل في المعركة.
واضاف العبادي “اننا نحاول تحويل المناطق المتنازعة الى مناطق متفق عليها وابناؤهم هم من يحكمها”، مشيرا الى “اننا بارادتنا نقاتل معا، وادعو السياسيين الى المزيد من التوحد ومراعاة جمهورنا ومواطنينا”.
هذا وقد كشف رئيس الوزراء، أن كلفة التدمير للبنى التحتية من قبل “داعش” بلغت 35 مليار دولار، مبينا أن هذه الكلفة لا تشمل التدمير الاجتماعي والعلاقات بين فئات المجتمع.
وقال العبادي ان “داعش لا يريد الحياة الكريمة للمواطنين وادعوا زورا وكذبا بأنهم يدافعون عن أهل السنة إلا أن حقيقة الأمر قتلوا من أهل السنة أكثر من أي فئة بالعراق”.
وأضاف العبادي، أن “تنظيم داعش دمر من البنى التحتية الشيء الكبير والكثير”، مبينا أن “إحصائيات وزارة التخطيط والجهات المعنية اشارت الى أن كلفة التدمير لهذه البنى التحتية لغاية الصيف الماضي بلغت 35 مليار دولار”، مبينا أن “هذه الكلفة لا تشمل التدمير الاجتماعي والعلاقات بين فئات المجتمع الإنساني من الجرحى والشهداء والنازحين والمهجرين”.
وهنّأ العبادي في مستهل كلمته، المرأة العراقية بمناسبة عيد المرأة العالمي مشيدا بدورها وصمودها مذكرا انها قدمت ابناءها واخوانها وآباءها للدفاع عن العراق، مطالبا بدور اكبر لها في المستقبل. |