بالرغم من ان ماجرى لهم يدمي القلب وتعجز الحروف عن سرد حكايتهم لحظة بلحظة، الا انها مفخرة نتباهى بها ونضعها وساما فوق صدورنا ماحيينا ، كما هو عهدنا بنجباء وابطال الوطن من الجيش والشرطة وابناء الحشد الشعبي والعشائر العراقية الذين قاتلوا زمرة داعش الارهابية في ساحات الشرف لاسترداد الارض من براثن اوباش البشرية ، انها صفحة اخرى ناصعة عنوانها الشجاعة، رجال مثال للبسالة ورباطة الجأش والصبر والعزيمة والاقدام والصمود ،قال بهم قائدهم قبل ان استشهاده رحمه الله " لا لن نستسلم لهؤلاء الاوباش الا جثث هامدة" فكانوا كالبنيان المرصوص وثبات قل نظيره على الرغم من هجوم الدواعش كان من ثلاث محاور تساندهم طائرات مسيرة ، فأنبرت لهم أكف الشجعان فكان أزيز فوهات بنادقهم العشرين التي لم يهدأ الى ان صمتت مجبره بعد ان نضب خزين عتادتها وخانها المدد الحكومي الذي لم يلبي نداءات الاستغاثة المتتالية، ربما لم يسمعوا استغاثتهم أو لم تصلهم بفعل فاعل ، الله العالم انها حكومة الغرائب والعجائب، قاتلوا حتى الرمق الاخير ولم ولن يستسلموا ويتخاذلوا او يتراجعوا حيث بدأ الهجوم الغادر للدواعش من الساعة الرابعة عصرا حتى وقت صلاة الفجر ، عشرون مقاتلا استشهد منهم ستة عشر ونجى اربعة منهم في ملحمة اخرى من ملاحم البطولة والفداء لقواتنا الامنية على تخوم حدود الوطن التي سيكتبها التأريخ بأحرف من نور، ولكن الحدث المفزع في مشهدها الاخير والمأساوي يخبرنا وحسب شهود عيان وقبل ان تسلم جثامين الشهداء لعوائلهم فقد حملوا كالذبائح حين توزع على دكاكين القصابين على مركبة عارية ، اي هراء هذا الذي يجري ، طوبى لكم ومثواكم جنة الخلد شهداء لواء المغاوير حرس حدود منفد طربيل على الحدود العراقية الاردنية.