• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قصةً *حَبات المطرِ .
                          • الكاتب : انجي علي .

قصةً *حَبات المطرِ

جَاءَ وَعْدُ الحُبِّ، لِيَكْسِيَ القُلوبَ المَهْمٌومة، ـ وهي قلبٌ أنهكَهُ الحيرةَ ، يطُوف الحزنَ حَولَها طوفًا، هي القَابعةٌ خَلفَ قُضْبانِ سجْنها ، الحزينةُ فِي عَباءَةِ الألم، زَهرة تَتنفَّسُ فِي تربةٍ هَزَّ رَبيعُ الحَنِينِ جُذورهاَ لَمْ تَغْفَلْ يوماً جرَاحها التي تَكالبتْ عَليِها ، تَعيشُ يابسةً في انتظارِ مَنْ يسْقِى شُقوقها،،بينما الشوقُ يختطفَ لحظاته الأخيرة ،يختبىءُ في تأوهاتِ الحيرةِ ، ويعودُ منكسرً من شدةٍ التواري،ﻳﺘﺴﺮﺏُ ﺁﻟﻮﺟَﻊ ﻣِﻦ ﻣَﺴاﻣاﺕِ ” ﺁﻟﺼَّﻤﺖِ ” و فيضُ الكلمةِ يُفنيَ مرةً أخري ، إلى العُزلةِ بعيداً بين همهماتٍ غير مفهومةٍ ،و سُؤالٌ مصقُول يسطعُ في الخفقِ سهواً يهبطُ وراء ضجيجٍ الوجهِ في الَمرآيا ،وعلى مَفترقِ الوقتِ الَمنسي يَرمي بجذوة العشقِ إلي أرضٍ جرداءٍ و حناجرَ الحَنينِ تَرتجفُ، تنْعَس لحظةً، لتحلمَ بقلبٍ يأتي ولهاً، يَسكُنَ بِرَمشٍ يختالُ بِسحر الشرقِ، يَمد ظله الرقيق ليحتضن ملامِحها وهي خائفة ترتجف .. تخشي حلماً إذَا طلعَ الصباحْ تبدَّدا،فتَرحلَ الأعناقَ خَلسَة، دُون وداعٍ ،تَسَارعَت أنْفَاسَها وَكأنَّها تُسَابقُ خُطاها حَتي أنهكها التعبَ أذ بـ رَجُلٍ مُخْضَرَّ القَلبِ، مُورِق الرُّوح ، نادِي فِي فَنَاء نَفسِها وَصِاح : أشْرقِي .. و أخّرجِي من هَذا الكهفِ المظلم ، رَجفَ قَلبُها رجفاً وهو بدِفئ أنْفَاسٍ يَكسِيَ خَد الحَياةِ رغم المطرُ الشديدَ الذي يهطلُ بغرازةٍ، لم تدركَ أن هذا المطرُ يَغسلُ جِراحَها و يقطُر مَن حنَاياها حنينًا ،، وهيَ تَرتَمي فِي شَمْس حُضن ذاكَ الغَريب ، ليَسكنَ صَراخها المنزوع الحنجرةِ واضطِّرابها المتواري خلف جدرانها المتصدعه ،

: ألتقيا بين حبات المطر ،جسدين و روح واحدة، في مهبِّ الحبِ قصَّتَهُما، بين صَوتِ النَبضِ و رجعِ الصَدىّ ، لتنعسُ الريحُ في حُضنِهمَا، فـ يَرسمُون غِيماً وشَمساً ناعسةً.. يَفورُ الدمعَ من لهيبِ الاشتياقْ، و رعشُة الحنينِ المتدفقِ، آهاتً صاخبةً، فِي غمرةٍ ، نَسَجَت الرِّيحُ الرِّمَالَ في الأمكنةِ العَاشقةً ،و الليلُ صار ثوباً من أنفاسِهُما يُطرزهُ الحَنينَ خلف أغنيةٍ وَبعضَ أفَراحِ الطفولةِ.. والحبُ ينمُو مِثل نورَ الفجرِ راشداً، ينسجَّ مِن جِدار الروحِ “ الحَكاياْ “و رذاذُ المطرِ يداعبُ جَدائِلهَا،يتبادلُون الأحلامَ و التَحاياْ حِينهَا دَارَ حَديثاً طويلاً ،وَكأنّ رُوحٌ المَحِبَّة يَمْتَزِجَان بِهمَا ، ليَسْكُنا كَلمةَ حُبٍ في أغْوَار قَلبٍ كان َسَاكنٌاً لَا يَتحَرَّك،لتتَلاقِي أعيُن امْتَزجُت سَويًّا فِي يَومٍ عَاصِفٍ ،فـ صَلّي الحبُ دَاخل قلبهما و توضأ معاً لأكمالِ مَناسكِ شَعائرِهُما , فَتشَابكَت أصَابع رُوحِهِمَا فأصبَحُوا نُقطَة وَاحدة مِن حَباتِ، المَطرِ .. 




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=89575
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 02 / 14
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15