• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : العيد ولعب اطفالنا .
                          • الكاتب : سلمان داود الحافظي .

العيد ولعب اطفالنا

لكل شعب من الشعوب تقاليده واعرافه في اقامة واحياء مناسباته الدينية والاجتماعية والوطنية,عندنا نحن في العراق ومنذ القدم ميزات في احياء ايام الاعياد الدينية ,ففي عيدي الفطر والاضحى تبدأ الاحتفالات بتبادل التهاني بين افراد العائله والاقارب والجيران وتقديم العيدية للاطفال واحيانا تشمل بعض الكبار ,اقامة الولائم وتقديم الطعام للمهنئين بحلول العيد ,زيارة الاماكن المقدسه والاضرحة الدينية ومقابرالموتى ,الخروج الى المتنزهات ومدن الالعاب والاسواق ,وخلال تلك الايام تتبادل الناس عبارات رقيقة وجميلة تترك آثارها الطيبة في النفوس وتؤدي الى نسيان الخلافات التي حدثت قبل موعد الاعياد ومن هذه العبارات (عيدكم مبارك وايامكم سعيدة),(عيد سعيد وكل عام وانتم بخير),(عساكم من عواده ) , هذه الاجواء الجميلة التي تنتظرها الناس طويلا لم تسلم من بعض الحوادث التي تكون اكثرها من نصيب الاطفال ,خلال الاعوام الماضية استشرت وبشكل لافت للنظر ظاهرة اللعب البلاستيكية على شكل بنادق ومسدسات , ونتيجة سوء استخدامها من قبل الاطفال والتراشق فيما بينهم بالرصاص المطاطي والحارق تعرض المئات من الاطفال الى اصابات بليغه في العيون ,احصائيات مؤكده اشارت الى استقبال مستشفى ابن الهيثم للعيون في بغداد اكثر من 1500 مصاب خلال العامين الماضيين , اما في بقية المحافظات فقد سجلت المستشفيات استقبال حالات مشابهة , السؤال الذي يطرح نفسه هل نترك اطفالنا يلهون بلعب تشكل خطرا على سلامتهم؟ ام نبادر للقيام بفعاليات مختلفه لايقاف تدفق تلك اللعب الى اسواقنا ومنع بيعها من قبل التجار ؟ اكيد ان المبادرة خيارنا الاصح للحفاظ على سلامة عيون اطفالنا واجسادهم وان لاتتحول ايام الاعياد والاحتفالات الى حزن ونياح .

 
تفصلنا عن عيد الفطر المبارك ايام معدودات ,هل نتمكن من منع اطفالنا من شراء اللعب البلاستيكية التي تطلق الرصاص المطاطي والحارق ؟ وهل امتنع التجار عن استيراد اللعب التي تشكل خطرا على الاطفال ؟ في جولة شملت عددا من محال بيع الجملة في احدى المدن , وعند سؤالنا عن لعب الاطفال وانواعها في تلك المحلات , اجاب البعض انهم لم يجلبوها هذا العام كونهم تلقوا تحذيرات من رجال الدين وان في استيرادها حرمة شرعية ,اما البعض الاخر فاكد وجودها وسوف يتم عرضها خلال الايام التي تسبق العيد ,ان منع الاطفال بصورة كاملة هذا غير ممكن ,ولكن المطلوب القيام بفعاليات يمكنها ان تحد من عدد الاطفال الذين يرغبون باقتناء تلك اللعب , قيام وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة بحملة اعلامية تتضمن نشر وبث التحقيقات والمقالات الصحفية والتقارير التلفزيونية المصورة عسى ان تساهم في توعية اولياء الامور بعدم اقتناء اللعب البلاستيكية التي فيها مخاطر, قيام جماعات اللاعنف بجولات على محال التجار وباعة المفرد والطلب منهم عدم عرض وبيع اللعب الجارحه ,تدخل رجال الدين وتوعية المواطنين بعدم تلبية رغبات الاطفال والامتناع عن شراء اللعب البلاستيكية الضارة , قيام الوزارت المعنية بأخذ دورها في منع دخول المستورد من تلك اللعب الى الاسواق المحلية , ان نشر ثقافة اللاعنف في نفوس اطفالنا احد السبل التي تنشئهم على حب السلام والمحبة ونبذ العنف ,فليشترك الجميع في رفع الاذى عن اطفالنا ولنجعلهم يعيشون ايام عيد خالية من فقد البصر .



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8946
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 23
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16