• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : فما حلو الزمانِ بمُستعادِ .
                          • الكاتب : رزاق عزيز مسلم الحسيني .

فما حلو الزمانِ بمُستعادِ

أتيتُكِ ظامئاً والشوقُ حادِ

فجودي بالنميرِ على فؤادي

 

وشدّي بالقيودِ على معنّىً

بحبّكِ مستلذّاً بالصفادِ

 

فحالي عن معاناتي أبانتْ

بأنّي للرضابِ العذبِ  صادِ

 

أتيتُكِ يسبقُ الخطواتِ قلبي

مشوقا وارداً شهدَ الودادِ

 

أكادُ اليومَ من فرطِ اشتياقي

أهيمُ جوىً كقيسٍ في البوادي

 

وأضلاعي بحرِّ الوجدِ تصلى

فمنْ لي بالتعانقِ وابترادي؟

 

لقد هانتْ خطوبُ الدّهرِ عندي

وما شكوايَ الا من سعادِ

 

فيا قلبي المروّعِ بالتنائي

ونارُ هواهُ تذكو باشتدادِ

 

بنا الدُّنيا تميلُ الى فراقٍ

وتأبى جمْعنا باتَ اعتقادي

 

فلا تجهشْ على ذكرى تولّتْ

فما حلو الزمانِ بمستعادِ!!!

 

أُحسُّ إذا رآها الناسُ لحظاً

بعيني الأُفقَ يطبقُ لانسدادِ

 

فيا أحلى النساءِ ولا أُغالي

أطلْتِ عليَّ صدَّكِ وانتقادي

 

فرقّي باللقاءِ على مشوقٍ

فما جدوى التجنّي والبعادِ؟

 

ويا حلما يهيمُ بهِ خيالي

وقلبي منهُ في حرِّ اتقادِ

 

فلا تستكثري منّي سخائي

فإنَّ البذلَ من شيمِ الجوادِ

 

فحسبكِ ما لقيتُ وما أُلاقي 

وما لجراحِ قلبي من ضمادِ

 

أضيئي ظلمتي يا بدرَ ليلي

ليالي البعدِ حالكةُ السوادِ

 

فمن رأسي الى قدمي غريقٌ

تعالي بددي ظُلمَ انفرادي

 

فليلي غائمٌ بالهمِّ يهمي

وعيني لم تذقْ طعمَ الرقادِ

 

ضعي عينيكِ في عينيَّ تلقي

بريقَ هواكِ يسطعُ باتّقادِ

 

عيونُ العاشقينَ بها دليلٌ

عليهم فالهوى فيهنَّ بادِ

 

تفيضُ جوىً مدامعُها سراعاً

ويعروها الذبولُ منَ السهادِ

 

شكوتُ بذلةٍ مُرّ التجافي

فزادتْ بالتمنّعِ والعنادِ

 

وتقسو تارةً وتحنُّ أخرى

وتجرحُني وتسعفُ بالضمادِ

 

لقد حيّرتِني يا وحيَ شعري

منَ الأحبابِ أنتِ أمِ الاعادي؟

 

رأيتُ جفاوةَ الاحبابِ أقسى

على قلبي منَ الدّهر المعادي

 

فلو أقسى القلوبِ سواكِ رقّتْ

عليَّ فهل فؤادُك من جمادِ؟

 

دعي النيرانَ في قلبي سعيراً

فأخشى يستحيلَ الى رمادِ

 

تفيضُ جوانحي الحرّى سطوراً

كدمعِ العينِ يمحو من مدادِي

 

أرومُ نوالها فتصدُّ بُخلاً

وأشكوها فتمعنُ بالتمادي

 

فصبراً قد يفيضُ الماءُ عذباً

منَ الجلمودِ والصمِّ الصّلادِ

 

ولستُ بيائسٍ ما حنَّ صبٌّ

وما غنّى على الاغصان شادي

 

فحتماً إنّ بعد الصدّ وصلاً

وهلْ بعدَ القلى غيرُ الودادِ؟

 

أطلتُ الشجوَ في شكوايَ عُذراً

كأنّي قد عتبتُ على بلادي

 

تُجرجرني الجراحُ الى حديثٍ

إذا ما ندَّ تُفتحُ باطِّرادِ

 

أرومُ ضمادها فتجدّ أخرى

وأسلوها  فتربو بازديادِ

 

لقد طالَ الجفاءُ وليت َشعري

أيجمعُنا الزمانُ على وسادِ؟

 

فيا ليتَ المنامَ وأنتِ جنبي

على الحصباءِ او شوكِ القتادِ

 

ولستُ مبالياً ما دُمتِ قُربي

بما حولي الى يومِ التنادي!!

 

فغضّتْ طرفها عنّي حياءً

وفرّتْ حينما فَهِمَتْ مُرادي

 

وبتُّ بحرقةٍ أشكو اليها

وعيني خلفها ظلّتْ تنادي




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=88876
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2017 / 01 / 26
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16