لقد جاء الى بغداد ليطالب العشيرة بمضاعفة تبرعها الى صندوق العشيرة الخاص بما يسمى الفصل العشائري فلقد قتل احد ابناء قريته من اجل نزاع على موعد سقي المزروعات والمطلوب منه دفع عدة ملايين تتجاوز عدد اصابع يديه واربع نساء نعم اربع نساء لاحول لهن ولاقوة ،سوف يدفعن كبضاعة مزجاة نتيجة لحظة تهور قام بها اخيهن او قريبهن ،الله اكبر تدفع اربع نسوة حياتهن نتيجة خطا ارتكبه رجل كل ميزته انه رجل وهن نساء بينما تتعالى اصوات رجال العشيرة في مكانين اخريين، فلقد جاء اقرباء الرجل الذي دهس الخبيرين في وزارة النفط واحدهما من محافظة الانبار والاخر من محافظة الناصرية وقد وافقت عشيرتي المغدورين على الفصل العشائري الذي وصل الى سبعة ملايين لكل واحد منهما ، بينما رفضت نساء العائلتين أي امهات وزوجات المغدورين وطالبت بتوقيع العقوبة على السائق المهمل الذي دهس الخبيرين ورغم بكاء النسوة ومطاليبهن
المشروعة كان صوت رجال العشيرة اعلى مرة اخرى وقبلت الدية المدفوعة ، كانت لدي مدرسة لغة عربية رحمها الله اسمها الست نافعة وقد كانت اسما على مسمى،كانت مدرسة قديرة لاتترك الكلام باللغة العربية الفصحى طوال الدرس الاعندما تستشهد بمثل عامي عندها تطلقه بلهجتها الموصلية المحببة وكانت امثال جميلة كنت ربما اسمع بعضها للمرة الاولى ومنها (( أم القتيل تنام وأم القاتل لاتنام)* وحين سالناها عن معنى المثل قالت نعم لان ألقاتل مطارد من العدالة وهو كل يوم يهرب من مكان الى اخر خوفا من ان يقبض عليه، وكنا نحن في ذلك العمر نغرق في التخيلات حيث نرى احدهم وهو يتخفى من الناس تحت جنح الليل خوفا من ان يقع في يد الاجهزة الامنية تذكرت هذا الموروث الجميل عندما قراءت خبر استنكار السيد محمد العسكري المستشار في وزارة الدفاع لقرار الحكومة في العفو العام والشامل عن المحكومين ،اتسأل من اعطى الحكومة الحق في التنازل عن الحق العام؟
وان تنازلت عن العام من وكلها للتنازل عن الحق الخاص؟
وماسبب هذا القرار ؟
هل اسئذنت الحكومة ذوي المغدورين في هذا الامر ام انه الفصل العشائري وتنزيل الدية لاجل الشوارب ،هل ادركوا كم يساوي يتم طفل واحد؟
هل قدروا كم يساوي احساس اليتم الذي يتمسك بحياة اليتيم حتى اخر مرحلة في عمره ؟
كم يساوي فجع أم بولدها ؟
كم تساوي كل لحظة الم ولادة ،كم تساوي ليلة حمى لم تترك فيها سرير ولدها ؟
هل سألت الحكومة احدى زوجات المغدورين كم يساوي فقد زوجها ومعيل اسرته ؟
كم يساوي هدم صرح عائلي ؟
كم يساوي يوم عيد بلا عيدية ابوية لطفلة صغيرة لم تنطق كلمة بابا بعد ؟
كم يساوي فقد والد لذخر شيبته ؟
،ثم لو ناقشنا المسالة كا أناس علمانين فلايوجد تنازل في القانون الحديث عن الحق العام والا فمن( امن العقوبة اساء الادب))
ولو ناقشنا الامر من جانب ديني فان احد وصايا النبي موسى عليه السلام لاتقتل فهل نقول للقاتل اقتل فلايوجد عقاب دنيوني لدينا ولو ناقشنا الامر من منظور اسلامي لقلنا ((الاان لكل ملك حمى الان حمى الله محارمه)) واعتقد ان دم الانسان من اعظم محارم الله عز وجل ، ثم ماهذه القرارت التي تعيدنا الى مكارم القائد الضرورة مرة اخرى هي ضربة في الصميم للنظام القضائي هذا يعني ان جهد القضاء والاجهزة الامنية ذهب سدى، هذه ضربة للمجتمع الذي يرغب بالامان وان يلتقط انفاسه بعد تلك السنين العجاف لكل تلك الاسباب ولغيرها، هل تجد الحكومة وسيلة اخرى للتراجع عن قرارها المجحف بحق المجتمع والانسانية((فلقد قال عز من قائل ((ولكم في القصاص حياة يأاولي ألالباب)) صدق الله العظيم .
|