يقول مؤسس علم السياسة الحديثة ميكافيلي: ( السياسي يحتاج بجنبه الى رجلين: الأول رجل الدين ليرشده الى الشريعة. والثاني خبير اقتصادي يساعده للنهوض بالبلد). ومن النادر ان تجتمع هذه الخصائص الثلاثة (السياسة والاقتصاد والدين) في شخصية واحدة كما أجتمعت في آية الله الشيخ رفسنجاني (رحمه الله).
ولد الشيخ رفسنجاني في عائلة ثرية، كان والده يمتلك ثلث أراضي قرية رفسنجان، وتعلم التجارة وكيفية تنمية الثروة من نعومة أضافرة. وأنتمى الى الحوزة العلمية في قم المقدسة أوائل شبابه وتعلم فيها الشريعة والمعارف الإسلامية. كما تعلم من الإمام الخميني الكفاح السياسي والثورة ضد الطاغوت، وبعد إنتصار الثورة الإسلامية نال مواقع مهمة في الحكومة الإسلامية منها رئيس مجلس الشورى ورئيس الجمهورية ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام ورئيس مجلس الخبراء.
يعتبر الشيخ رفسنجاني باني اقتصاد الجمهورية الاسلامية الأيرانية؛ إذ استطاع خلال فترة رئاسته أن يجعل من إيران بلد صناعي متقدم بين الدول الإسلامية ودول المنطقة. ورغم أن الايرانيين عندما يتذكرون فترة حكومة الشيخ رفسنجاني يتذكرون معها الجوع ولكنهم اليوم وبعد تشديد الحصار الاقتصادي على ايران أدركوا بأنهم لم يتأثروا كثيرا بهذا الحصار بفضل مشاريع الشيخ رفسنجاني العملاقة والبنا التحتية الضخمة والمصانع الانتاج والتوليد الكبيرة في كل البلاد.
كما تميزة فترة رئاسته بتطبيق شريعة الاسلام والحفاظ على العفة والأخلاق، وعلى مستوى الخارج تميزة باعادة علاقات الجمهورية الاسلامية مع العالم بعد فترة الحرب المفروضة.
واليوم عندما ننعى وفاة هذه الشخصية العملاقة نؤكد بأن الشيخ رفسنجاني حالة نادرة وسوف يبقى خالد على مستوى إيران والعالم، فهو الشيخ الباني والمؤسس والقائد في السياسة والاقصاد والدين. |