ها هي الذكرى السادسة والتسعون، لتأسيس الجيش العراقي، والتي جاءت متزامنة مع ذكرى تأسيس الشرطة، تذكرنا بألارث العسكري المشرف الذي بين ايدينا، اذ تقاس هيبة الدولة بما تمتلك من جيش قوي وباسل، يحفظ لها الارض والعرض، ولجيشنا المقدام تاريخ ضارب بعمق الارض، ومشرف وحافل،بالبطولات والتضحيات على صعيد الامة العربية.
هذا الجيش الذي هب لنصرة اخوانه في فلسطين، ولي الفخر ان يكون لجدي بطاقة، كتب في اعلاها " قوات انقاذ فلسطين" اشارة واضحة لما يملك الجيش والمقاتل العراقي، من روحية البطولة والشهامة العربية، التي قل نظيرها، وهذه هضبة الجولان، تشهد لصور ابطالنا الشهداء، الذين لم يتوانوا في تلبية نداء الوطن، في كل مكان، فكل بقعة عربية لاتخلو من بصمة الجيش العراقي المشرفة، وهم بذلك مدينين لجيشنا البطل، بان يباركوا له عيد تأسيسه اولا، وان لا ينكروا تلك البطولات ثانيا، ولا يسعوا الى تشوية صورته والعمد على تسقيطه اعلاميا ثالثا، كأقل ردآ للجميل.
لقد عانى الجيش في الفترة السابقة، من سياسات رعناء اقحمته في حروب طائشة، لا طائل من ورائها، سوى اضعاف البنى التحتية للمنظومة العسكرية، استمرت لعقود، وأكتملت تلك السلسة من الساسات الخاطئة بأدارة الجيش، بقرار "حل الجيش العراقي" دون الاخذ بنظر الاعتبار بتبعات مثل هكذا قرار، الامنية والساسية والاجتماعية في ادارة امور الدولة، مما خلق فراغ بالحس الامني، انتقلت اثاره بصورة مباشرة، على الحياة بشكل عام.
سرعان ماعاد الجيش بهيكلة جديدة، واعاد ترتيب اوراقه من جديد، ليعيد امجاد تاريخ الجيش العراقي ، ها هو العالم اليوم، شاء ام ابى يقف ويرفع قبعته احترامآ، لجيش يخوض اشرس حرب في التأريخ، اذ يقاتل عدو يملك من الوحشية، ما يفوق الخيال، لاكثر من ثلاثة عشر عاما، فهو بكل بساطة يقاتل الارهاب نيابة عن العالم، الذي اكتفى بالمراقبة من بعيد، ولعب دور المتفرج للمشهد العراقي الدامي.
ان مثل هكذا جيش له ارث ضخم من البطولات، وحاضر يشهد له بالتضحيات، لا يمكن ان يكسر او يموت، مهما تكالبت عليه قوى الشر، هذا ما يحملنا مسوؤلية كبيرة، لاننا كلنا في نفس الجبهة، وان كان بعضنا لم يحمل السلاح ابدا، ولكن الجميع مقاتل وكلا يحارب من موقعة، وذلك بالقضاء على اي محاولة للنيل من قواتنا الامنية، اعلاميآ بنشر الاكاذيب وتزييف الحقائق، وبخس حق البطولات والانجازات العسكرية، المتحققة في جبهات القتال، بل عمد البعض الى تقليل حجم تلك الانجزات الباهرة.
نحن كأفراد ومجتمع يجب ان نكون جيشا متراصآ من الداخل، كما هو الجيش في الجبهات، وذلك لنصعب المهمة على العدو من النيل منا، والتطاول على مقدساتنا و "أمرلي" خير مثال، ولا يفوتنا ان نهنئ حشدنا بهذا العيد ايضا، كونه اصبح ضمن تشكيلات قواتنا المسلحة، فهنيأ لمن تسابقت شقوق الارض الارتواء من دمائهم الزاكيه، عيدهم ! |