ما يخشى على ما يعرف بالربيع العربي ان يتحول الى برد وصقيع او صيف ساخن تلعن في ظله الشعوب العربية الساعة التي انطلق فيها , هذه ليست نظرة متشائمة اطرحها على ساحة الحدث في تونس او مصر او ليبيا او اليمن او غيرها من الدول العربية وانما في ظل الفساد السياسي المحلي والاقليمي والدولي بات كل شيء ممكن , ونحن في العراق عشنا فصولا من هذا الفساد المقيت , فلدينا طبقة سياسية امتلات جيوبها بالمال الحرام القادم من الخارج لدعم حملاتها الانتخابية مقابل ان تتضمن اجندتها ما يريده الممولون من مشاريع مريبة في العراق . قلت في تعليق سابق على الحدث العربي انه يمثل الثورة العربية الحقيقية وليست تلك التي انطلقت تؤازر القوات البريطانية في غزوها ارض العرب والمسلمين في الحرب العالمية الاولى , ان هذا الحدث المسمى الربيع العربي اليوم بدأ يتعرض الى المؤامرة وقد اطلت هذه المؤامرة بقرنها خجولة تمشي على استحياء اذ نقلت الاخبار عن السفير السعودي في القاهرة احمد القطان ان عمرو موسى المرشح المحتمل الى رئاسة مصر تلقى خمسة ملايين دولار مكافأة نهاية خدمة كامين عام للجامعة العربية ! لماذا جاء الاعلان سعوديا وليس من قبل الجامعة العربية , هذا ما تساءل عنه الكاتب المصري جمال الغيطاني متسائلا ايضا هل تقاضى الامناء السابقون مكافاة نهاية خدمة , ام هو امر يخص افساد مؤسسة الرئاسة في مصر ؟ . لانعتقد ان المكافأة جاءت لسواد عيون عمرو موسى وانما لكل حسابه واجله وياتي في حينه . ان الله تعالى انعم على ارض العرب بوافر الخيرات لكنها ابتليت بحكام بددوا هذه الخيرات فيما لانفع فيه للشعوب العربية , فحتى الان لم تدرج اية جامعة عربية ضمن جامعات العالم الرصينة , وهذا الفشل والتخلف في البحث العلمي يؤشر الخلل في كل مناحي الحياة . الحكومة السعودية تمثل اليوم فيما تبدده من ثروة البلاد على دعم التطرف الديني السلفي والتدخل في شؤون البلدان العربية للانحراف بمسيرتها التحررية النموذج الصارخ للفساد السياسي العربي الحاكم وهذا ما يجب ان تكافحه الشعوب العربية والحركات السياسية العربية التي ترفض الانزلاق نحو البترودولار .
|