فساد وتزوير وفوضى , وانعدام للأمن , وتجاوز على الدستور , وسوء للخدمات , وازدياد معاناة الناس , وفضائح تتوالى واحدة بعد الأخرى لتطيل رؤوس كبيرة وزعامات سياسية نافذة , وشعب لا حول ولا قوة له سوى البكاء والنحيب على مأساة آل البيت عليهم السلام في عاشوراء , ونهب وسلب للمال العام لم يجر له مثيل في التأريخ .
هذا هو واقع العراق والعراقيين اليوم بعد مرور ثمانية أعوام على زوال الطاغية , وكأن لسان حال الشاعر محمد الإقساسي والذي عاش في القرن السادس الهجري , يتجسد اليوم في ضل حكومة المالكي وعلاوي الوطنية حين قال
إن العراق ولا أغشك ثلة قد نام راعيها فأين الذيب
بنيانها نهب الخراب وأهلها سوط العذاب عليهم مصبوب
ملكوا وسامهم الدنية معشر لا العقل راضهم ولا التهذيب
كل الفضائل عندهم مهجورة والحر فيهم كالسماح غريب
ولا أحد يستطيع أن يتصور شكل وحجم الكارثة التي يمر بها العراق اليوم , فهل هي طبيعة الإنسان العراقي ؟ أم أن الخلل يكمن في الحكومات التي تسلطت عليه ؟ هل يعقل هذا الذي يجري في العراق ؟ أين هو دينكم يا قادة العراق الجديد ؟ لنفترض أن لا دين لكم ولا تخافون المعاد فأين هي ضمائركم ؟ وأين هي وطنيتكم التي تتشدقون بها ؟ وماذا سيقول الشعب الذي أتمنكم على مقدراته ؟ وماذا سيكتب التاريخ عنكم ؟ فهل تيقنت يا دولة رئيس الوزراء أن حكومة الشراكة التي تقودها هي حكومة فاسدة وغير جديرة بالحكم ؟ أليست فضيحة وزارة الكهرباء دليل على ما نقوله ؟ ماذا يعني مسلسل فضائح الفساد الذي أطال كل وزارات الدولة ومؤسساتها ؟ وهل هنالك كتلة سياسية أو حزب سياسي اشترك في هذه الحكومة أو الحكومات التي سبقتها لم تطله فضائح الفساد ؟ أين هي الحسابات الختامية للسنوات الماضية يا دولة رئيس الوزراء ؟ ولماذا لم تقدم الحكومة هذه الحسابات مع مشروع الموازنة العامة كما نص بذلك الدستور العراقي , للبرلمان العراقي كي يطلع عليها الشعب العراقي ويعرف مصير أمواله كيف أنفقت ؟ أليست هذه مخالف صريحة للدستور العراقي الذي يلزم الحكومة بتقديم الحساب الختامي مع مشروع الموازنة العامة ؟ هل تخافون تقديم هذه الحسابات للشعب للإطلاع عليها يا دولة رئيس الوزراء ؟ أين هو مصير العقود التي وقعتها بنفسك يا دولة الرئيس مع شركة جنرال ألكيتريك الأمريكية وشركة سيمنس الألمانية ؟ الشعب يريد أن يقف على حقيقة ما يجري وما يشاع عن عمليات فساد كبرى أطالت كل مؤسسات الدولة ووزاراتها , ويطلع على مواطن الخلل وهل هذه المواطن في تشكيلة الحكومة ؟ أم إن طبيعة العملية السياسية التي قامت على أساس المحاصصات القذرة هي السبب في كل هذا الدمار الحاصل ؟ أم في عدم أهلية الأحزاب والقوى السياسية الحاكمة ؟ أسئلة يريد الشعب أن يعرف لها جوابا أياد السماوي / الدنمارك aiad. alsamawi@gmail.com |