أَلف/ لقد كبَّدت معركة المَوصل الارهابيّين ومن والاهم خسائر فادحة ماديّاً ومعنوياً، بالأرواحِ والمعنويّاتِ لِما تمثّل لهم هذه المدينة من رمزيّة في مشروعهِم التّدميري! وفي محاولةٍ منهم لِلَفْتِ أنظار الرّأي العام بعيداً عمّا يعانونهُ من مأزقٍ حقيقيٍّ وهزيمةٍ كُبرى، فانّهم يحاولون توجيهِ بعض الضَّربات البائسة واليائسة مستفيدينَ من المناطق الرَّخوة في جبهاتِ الحربِ على الارْهابِ، في مسعىً منهم لضخِّ بعضِ جُرُعاتٍ من المعنويّات لعناصرهم وصفوفهم المُنهارة والّتي بدأت تشهد تمرُّداً عليهم أَو هروباً منهم.
وتأتي جرائمهِم البائسة الأَخيرة في كركوك بهذا الصّدد، الّا أَنّهم، والحمد لله، باؤوا بالفشلِ الذّريع بهمّة ويقضة وتعاون وتضحيات القوّات الامنيّة البطلة.
لقد خطَّطوا لجريمتهِم في كركوك بطريقةٍ تصوّروا انّها تُثير التشنّجات الطّائفيّة من جانبٍ والحزبيّة الكرديّة من جانبٍ آخر، بعد أَن أَثارت الوحدة الوطنيّة الرّاقية والانسجام الوطني عالي المستوى بين كلّ العراقيّين والذي تجلّى في معركة المَوصل حفيظتهُم وحفيظة مَن يقف خلفهُم من الأنظمة الارهابيّة وعلى رأسها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيّة الى جانب أَنقرة التي ترتعد فرائصها الآن بسبب ذلك! فراحت تبحث عن رجولتِها وأَنَفتها المُزيّفة بسبب الموقف العراقي الوطني الثّابت الرّافض لمشاركتِها في معركةِ المَوصلِ، ببثّ الاكاذيب والبطولات الوهميّة!.
انّ وعي العراقيّين والدّرس القاسي الذي لاقَوهُ من الارهابيّين خلال العامَين الماضيَين! علّمهم الكثير جداً من الدُّروس ولذلك فأَنا على ثقةٍ تامَّةٍ من أَنَّ مثل هذه الجرائم لن تغيِّر من الواقع الجديد الذي خلقهُ العراقيّون بكلّ إِتّجاهاتهم وآنتماءاتهم ومكوّناتهم قبل إِنطلاق معركة المَوصل!.
وفي هذا الاطارِ ينبغي أَن لا نُمرِّر الأخبار والتّحليلات المُفبركة والاتّهامات الرّخيصة التي ينشرها إِعلامُ الارهابيّين والطائفييّن والعنصريّين وبعض المُغَفَّلين أَحيانا لابعادِ المسؤوليّة عن الارهابيّين بمثِ هذه الجرائمِ، من جانبٍ، ولتصوير القضيّة وكأنّها صراعٌ بين الاحزابِ او يسعى لإعطاءِ بعض القُوى الخارجيّة دورٌ وحجمٌ أَكبر من الواقع والحقيقة وكأنّها قادرةٌ على فعلِ ما تريدُ في الْعِراقِ متى تريدُ! وكأَنّ ارادةُ العراقيّين غائبةٌ نِهائيّاً وأَنَّ السّاحة فارغةٌ لهم والطَّريقُ معبَّدٌ لهم!.
يجب ان لا نُشتِّت جُهدنا الاعلامي وحربنا النّفسيّة في هذه المرحلة تحديداً، من خلالِ الانتباهِ الى كلّ ما نقولهُ ونكتبهُ وننشرهُ او نعيدُ تدويرَهُ! فالعدوُّ شرِسٌ والمعركةُ حاميةُ الوطيسِ وهي مصيريّة بحاجةٍ الى الكثيرِ من الانتباهِ والوعي!.
باء؛ لقد أَيقظ الارهابيّون خلاياهم النّائمة في كركوك لتنفيذِ جرائمهِم الأَخيرة، وهو دليلٌ آخر على انّ بعضَِ هذه المناطق لازالت فيها مثل هذهِ الخلايا الخطيرة التي قد تنشط في الوقت الحرج والحسّاس والخطير بالنّسبة لقوّاتنا المسلّحة الباسلة.
الأَمرُ الهام الذي يجب ان نعترفَ بهِ بهذا الصّدد، فلا نُكابر أَو نتغافل أَو نُجامل، هو أَنّ وجود الخلايا النّائمة في مكانٍ ما يعني وجود الحواضن الدّافئة التي تهيّء لها كلّ مستلزمات الاستمرارِ والتّخفّي والتستّر أَحياناً لعدّة سنوات! من دونِ أَن يتمّ اكتشافها!.
وللأَسف الشّديد فلقد أَثبتت التّجربة انّ مثل هذه الحواضن الدّافئة مُنتشرة فقط في مناطق المكوّن السنّي في المحافظات! رُبما لانّ الارهابيّين يستغلّون تعاطف بعض الأهالي المُغفَّلين الذين لازالوا يتصوّرون أَنّ الارهابيّين بالنِّسبةِ لهم كالمصدّ المسلّح الذي يدفع عنهم خطر شركائهم في الوطن! وهذه طريقة تفكير ساذجة وغير سليمة لا تستقيم من الآن فصاعداً أَبداً مع النّتائج المأساويّة التي حصدها الأهالي في المحافظات والمناطق السُّنِّيَّة منذ ان اغتصبها الارهابيّون قبلَ أَكثر من سنتَين ولحدّ الآن!.
إِنَّ الواجب الوطني يُحمِّل الواعين منهم مسؤوليّة شرح تفاصيل ما جناهُ هذا المُكوّن من الارهابيّين عندما احتضنوهم وآوَوهم، ليحذروا تكرار التّجربة المُرّة فلا يكونوا لهم حواضن دافئةً مرَّةً أُخرى! اذا ظلّوا يصغون لأَبواقهِم من علماء السّوء وفقهاء التّكفير و [المُثقَّفين] المنافقين!.
|