اعتمدت في هذا البحث على ديوان (عبد الوهاب البياتي ) الصادر من بيروت دار العودة عام 2008 ج1 وج2 

حقق البياتي شهرة عظيمة في مجال الريادة الشعرية لحركة الشعر الحر وفي رأيي ان الشاعر حقق هذه الشهرة لاسباب تتعلق بكونه استخدم المفردة البسيطة التي لا تتعب المتلقي في الوصول الى المعنى كما ان قصائده لا تتعدى الصفحة أو الصفحتين او اكثر قليلا مما يتيح للقاريء نفسيا فرصة متابعة الشاعر بسهولة واستخدم لغة الحب المتصوف حينا ولغة الحب التقليدية في رقة وصدق وابتكار لصورة خاصة به وحقق البياتي شهرته العالمية بعلاقاته الواسعة من خلال ارتباطه بنماذج ثورية حين كان العالم ثوريا حقا في النضال ضد الفاشست وكان العراق (المثقف) يحتاج لمثل هذه الثورية للتخلص من المستبدين فحقق جماهيرية كبيرة لحاجة الجماهير له في التعبير عن الهم الوطني والانساني معا واستخدم لغة المسرح الدرامية واعتمد على الحكاية والاسطورة السهلة مما جعله (حكواتي) فعلا لنقل الصورة الى المتلقي ولا يعيب ذلك الشاعر رغم ان نزار قباني عاب عليه ذلك واعتقد ان ذلك من باب صراع المبدعين في وقت كانت القصيدة العربية ينتظرها الشعب العربي من الخليج الى المحيط . 

وبعد فان البياتي رغم شهرته وقع في اخطاء جمالية وعروضية حوية ولغوية واحيانا كثيرة حتى اننا لا نجد قصيدة من قصائده تخلو من خلل عروضي وذلك بسسب وقوع الشاعر تحت سطوة القصيدة المدورة التي تعيبها نازك الملائكة على من يكتب الشعر الحر على اعتبار ان الشعر الحر يعتمد الشطر كاملا سواء كان قصيرا او طويلا (الملائكة .نازك .قضايا الشعر المعاصر ,بيروت ومكتبة النهضة ,1967 ,اخطاء التدوير ص 157 )

ولكي اختصر الأمر فاني سأشير الى الصفحات من الجزأين للاختصار 

في ص41 يقول الشاعر :

عامان مرا اثر صيف في ملال تلفتي 

تتماوت الايام حولي في مطارح غربتي 

ليس من الجميل ذكر كلمة تتماوت فضلا عن ضعفها وكان من الأجمل والاصوب ذكر كلمة (تتصارع) في ص46 يقول الشاعر: 

فألمح في أوجه العابرين 

نحيب الثكالى ونوح النعاة 

الخلل في (ونوح النعاة ) وكان الصحيح ونعي النعاة لان الناعي ليس بالضرورة ان يكون نائحا فضلا عن تكرار النحيب ومعانه في البيت الشعري .

في ص 52 يقول :

شفتاك ظامئتان مثلي للهوى تتلهف 

والصحيح تتلهفان 

في ص59 يقول الشاعر:

وبهائما ترى هشيما يابسا 

وتلوك أقصاب الهواء الأصفر 

كلمة اقصاب والصحيح من قصب 

يقول الشاعر:

الهم خمرتي ولي عبراتي 

ولقلبي البكا وللناس ضحك 

الخلل في جملة ولقلبي البكا والصحيح ولقلبي الاسى لان كلمة عبراتي اختصرت معنى البكاء للعيون وليس من المستحب تكرار ذلك مع القلب !!

ص 86 و77 ذكر الفعل ينتاش

ينتاش ما ابقيت مني 

واليأس والموت البغي على 

اظفاره ينتاش أخيلتي 

ولا ارى ذلك صحيحا 

ص 87 

(والبلبل الليلي )في شدوه 

ايقظ حتى الوردة الذاويه 

البلبل اقرب الى الشدو والغناء في الصباح فلماذا كان البلبل ليليا ؟

ص 102يتجلى قبح الجمال ان صح التعبير كما في قوله:

ليلى أحس على فمي شفة 

صفراء تصبغ بالدماء فمي 

وجناح خفاش يطير على 

قبري فيملأ بالرؤى حلمي 

وارى غطاء القبر منتفخا 

وجحافل الديدان كالظلم 

وارى يدا سوداء تصفعني 

وتشد شعري شد منتقم .

في ص 105 

هذا العبير الالهي نشقته 

خلل في الوزن 

ص 118 يقول:

مر بها الرعيان في الليل وقد داسوا اللهب 

الافضل ان تبدل الرعيان بالرعاة 

في ص129 

ودفنت في اعماق ذاكرتي 

فأسي وزوبعتي و أحطابي 

لا توجد كلمة أحطاب انما هو حطب 

يذكرنا الشاعر في ص123 بقوله:

لم يعرفوا نور السماء 

ولا تباريح الغرام 

يقول الجواهري : لم يعرفوا لون السماء لفرط ما انحنت الرقاب 

يكثر الشاعر من استخدام حرف الواو الى درجة الملل ففي قصيدة القرصان ص 152تتكرر الواو واحدا وعشرين مرة من اصل اربعة وخمسين سطرا 

في ص157 قصيدة الأسير تأثر واضح باسلوب ابي القاسم الشابي وتحديدا قصيدة الصباح الجديد وخاصة استخدام المقاطع من حيث القافية والايقاع يقول البياتي :

يا ملاكي الصغير هل عرفت الالم 

والبكاء المرير والهوى والندم 

والطريق الأخير و خبيث السأم 

اما الشابي فانه يقول : 

في فجاج الردى قد دفنت الالم 

ونثرت الدموع لرياح العدم 

واتخذت الحياة معزفا للنغم 

(ابو القاسم الشابي شاعر الحياة والموت ,ايليا الحاوي بيروت دار الكتاب اللبناني ,1971 ص310 

هناك خلل في الوزن ص 171 

ولربما كنا نحدق في الفراغ ولا ننام 

وفي الظلام 

مأوى 

والعفاريت الضخام 

نجد قبح الصورة في قصيدة (موعد مع الربيع ) ص178 كما في قوله:

تلألأ القمر النحيل 

كذبابة حمراء يجنح للأفول

ولا اعرف كيف وصف البياتي رجلا كالحلزون منتظرا المساء في قوله:ص 182 

سكنت وادركها الصباح وعاد للمقهى الحزين 

كالسائل المحروم كالحلزون ينتظر المساء !! 

وتجنى البياتي على التينة التي اقسم بها الله سبحانه وتعالى في قصيدة الحديقة المهجورة بالقول (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين ) يقول البياتي :

والتينة الحمقاء (لا ادري لماذا ؟ ) والبيت القديم 

....والتينة الحمقاء نافرة العروق 

كالمومس الشمطاء !!

يبدو الاسلوب ضعيفا في قوله ص 191 من قصيدة القنديل الأخضر :

كان ضوء كان في قبر بعيدا كان عني 

وصف العبيد بالتنابلة وذلك خطأ فادح فالعبيد بنوا الدنيا وان كانوا تحت قبضة السلطان وذلك في قوله: ص 199 

مازال التنابلة العبيد 

ويختل عنده الوزن في قوله: 

يا اطفال يافا الهائمين 

على تخوم 

وطني الكبير 

في قصيدة (حكاية المبدع ) لا ادري كيف ربط قوله بالضفدع وهي اقرب الى الهذيان 

يقول الشاعر : 

يا أنت للضفدع

بمن ترى تحلمين

يا بنت جيلي الحزين 

انا وحيد سجين 

ويختل الوزن الشعري في قوله: ص 246 

على طريق ازمير 

في امسية من امسيات 

آذار تحت الزيزفون 

بل هو اقرب الى التقريرية النثرية 

يجمع الشاعر ص 249 الدنيا (دنيوات ) والصحيح دنى 

يتناقض الشاعر في قوله: ص 272 

اغني لوحدي احتضار السنا 

اغني أنا 

غنائي ابتهال 

غنائي قبل 

يقع الشاعر ضحية القافية حين تكون مرفوعة في اغلبها وساكنة في بعضها فيحدث الخلل في ص 296 من قصيدة الرجل الذي كان يغني 

يقول الشاعر :

على أبواب طهران رأيناه 

رأيناه 

يغني عمر الخيام يا أخت ظنناه 

على جبهته جرح عميق فاغر فاه 

يغني أحمر العينين 

كالفجر بيمناه 

رغيف فلمن قنبلة كانت بيمناه 

يغني عمر الخيّام يا أخت 

حقول الزيت والله 

يغني طفله المصلوب في مزرعة الشاه 

وداعا لك يا طهران يا صاحبة الجاه 

وداعا لك يا بيتي 

وداعا لك اماه 

وردت طلقة واختنقت في فمه الاه 

الاشكال يبدأ من كلمة الشاه وقد سكنت مع كلمة الجاه ولا ندري هل تعمد ذلك ام لا ؟

يختل الوزن في قوله ص 308 : 

وفي يدي حز القيود وجراحات الهوى المقبور 

ايها الماخور روما تنام 

وعيوني ابدا تبحث في المرآة 

ومثل ذلك في ص 314 من قصيدة المخبر 

يحفظ شعر المتنبي ويقول الشعر احيانا بلا اوزان 

وهو في هذا يخاطب نفسه !!

نجد الصورة القبيحة في قوله ص 215واصفا المخبر 

ثدياه ثديا مومس عارية في الشمس 

تفتح ساقيها لقاء فلس 

وهنا يتبادر الى الذهن ما وصف السياب فيه المخبر من الناحية الانسانية والشعور بالندم 

(انا ما تشاء أنا الحقير صباغ احذية الغزاة وبائع الدم والضمير )

في المجلد الثاني قلت الهفوات والأخطاء واصبحت الكتابة اكثر نضجا ومع هذا نجد في ص 28 خللا في الوزن في قوله :

يا قمر الزمان 

اسألك الأمان 

فأنني رأيت في الاحلام 

تاجك منه يصتع الحداد 

نعل حصاني ويحز راسك الجلاد 

في ص29 يبالغ بمفردات يمكن اختزالها 

من كل صعلوك شويعر دعي داعر نمام 

ويجمع الجندي بصيغة افعال وهي هنا قبيحة كما في قوله: ص 40 ونحن في الحرب لكم اجناد 

ويخطيء في دقة الكلام ص44 بقوله :

وتوقض الديك الذي مات 

على الجدار 

والصحيح نام على الجدار 

ص56 خلل في الوزن في قوله :

بكيت يا حبيبتي كثير 

منحت أهلي الفقراء كلماتي 

في ص66 خلل في الوزن في قوله :

على ظهور الصافنات وعلى اجنحة الطيور 

في حافة الاقدار 

في ص67 

يقول الشاعر :

ولتحسب الديك حمارا انها مشيئة الايام 

اخذ هذا المعنى من ابي نؤاس في قوله:

اسقني حتى تراني احسب الديك حمارا وقد خلط بين الخيام وابي نواس 

في ص70 خلل في الوزن في قوله :

دفنت رأسي في الرمال ورأيت الموت في السراب ومثل هذا ص 71 

شعرك شاب والتجاعيد على وجهك والاحلام 

وفي ص77 خلل في الوزن في قوله:

معجزة الانسان ان يموت واقفا وعيناه الى النجوم 

وكذلك في ص 122 بقوله :

كلما طل دم 

اينع بستان وثار الفقراء 

كيف يموتون ويمضون هباء 

في ص 128 خلل في الوزن 

فالحب والحياة والموت ممنوع كذلك ص130 

في الوطن الغارق في البؤس من المحيط للخليج 

والنوم والصلاة 

يسرق البياتي معاني من ادب قديم او قل انه يستعيرها دون وعي منه كما في قوله:

عدت الى الفرات عدت موجة عذراء 

وموقدا يخمد في البرد وبابا لايصد الريح ص 137 

وهذا المعنى اخذ من ملحمة كلكامش عندما اهان عشتار الخائنة بقوله : بعد انعرضت نفسها عليه :

انت كالباب الخلفي لا يصد ريحا 

في ص 187 استخدم كلمة يا اخت مرخمة وهذا غير صحيح 

وفي ص 189 استخدم كلمة غنوة في قوله:

مع الريح التي تعوي على شطآن ليل الابديه 

غنوة اندلسيه 

ص231 خلل في الوزن في قوله:

وجسد الورد ة تحت قبلات النور 

ويخطيء الشاعر خطأ فادحا في قوله ص 336 

اراه قادما من آخر الدنيا 

على شفافه تزهر بعض الكلمات 

الخلل في شفافه والصحيح شفاهه كما لا يجوز ان يكون الفعل تزهر لان الامر عائد على بعض لذا كان عليه ان قول يزهر 

يقول الشاعر ص 387 

اشرد تحت الامطار والصحيح اجلس 

ويختل الوزن في قوله: 

وقناني الخمر والسموم ص 529