• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : قميص الشيخ المعلق على الشجرة .
                          • الكاتب : سليم الحاج قاسم .

قميص الشيخ المعلق على الشجرة

غريب هذا الوجود
و أغرب هذا العدم.
يقول شيخ في السبعين 
ثم يتقدم نحو غصن شجرة
باحثا عن قميصه المعلق على غصن شريد.
تركته هنا ... لست أهذي يا أنتم 
كان قميصي يظلل طفلة جالسة تحت قضبان هذه الشجرة
يدل العابرين على اتجاه الريح و أبعادها
و ربما مسح أحدهم عرق جبينه في قميصي
بعد يوم طويل من مساءلة الوجود.
لا تبحث عن شيء أضعته يا جدي
يقول طفل في السابعة
فربما اتحد عدواك يوما 
وجود في عدم
عدم في وجود
كي يطير قميصك عاليا في الرياح
و أبعد من غصن الشجرة القصير.
 
 
أطروحة الفتاة التي تجلس قبالتي
 
 
للفتاة التي تجلس قبالتي في المقهى
أطروحة ما :
قد يوازي إيقاع القلب جسما
مدمجا بالأصيل.
اللون أحمر قان
لكن لا دماء تفصل ما بين 
مقعدين. 
أخمن ما تكشف عنه نظرة نتقاسمها معا
لك النصف
و لي ربع ما أشتهي من هذا الحريق
اللذيذ.
كنا طيبين جدا في مساءلة هذه الكينونة الجامعة
لتناقض الأشياء في
عبثية مطلقة...
هي لا تستدير نحوي
كي ترتب أحاسيسها المبعثرة على 
مقرب
و أنا لا أبارح مقعدي كي أكشف عما 
يدور بأذهان المارة من هنا...
كل شيء كان ملغزا
ما بين عقربي ساعة معطلة على جدار 
شاحب.
إذا تأخر النادل أكثر في الإتيان
بقهوتي.... سوف
أغادر
تقول الفتاة مراقبة الساعة التي 
تشير إلى الصفر من كل
شيء.  
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
أجوف لون هذا الفراغ
 
كي أجابه الروتين الذي يطوق هذه اللحظة مني
قلت
سأكون محايثا لي هذا الصباح
سأشرب قهوة سريعة عوضا عن
الحليب 
الصافي...
و سأذهب إلى البحر عوضا عن
حمامي الصباحي
الساخن...
لن أترشف متاريح رأسي على ضفة المقهى
كما اعتدت
و سأقرأ قصيدة لأنسي الحاج
ملقيا بمهيار أدونيس الدمشقي عرض
الحائط.
و لن أتفلسف كثيرا في مساءلة وجودي 
الملغز...
سأكون بسيطا مثل أي فاسق واقف عند
محطة المترو.
آخر اليوم... سمعت صوتا يوشوشني بهدوء
خانق ... و يقول:
لقد كنت دبلوماسيا جدا في هذا اليوم
الكئيب
أجوف لون هذا الفراغ الذي يغمرك
قد تنكرت لأناك يا عربي...
فلا البحر لك
و لا الحب لك
فقط صباح روتيني...
ملطخ بأصايع أمنية
جديدة.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
وسوسات 
 
حسنا ... أنت هنا 
تماما كما أرخنا لهذا الموعد الذي يأخذ بي إلى 
دهاليز الذكرى 
و أسرارها.
\" لم أجهز شيئا لأقوله اليوم على غير عادتي\"
( نسيت أقلت هذا جهارا على مسامعها 
أم هذا الذي وسوست به نفسي)
 لذلك سأترك غياهب الشعر و الغزل القديم
سأخاطبك الآن لغتي
(دون قناع)
صعلوك
زان
مهزار
فاسق
إلى آخر الصوت و إلى  أول
الذهول:
سأكلمك الآن لغتي
ببساطة العجائز المنسيين
و تفاهة طفل في المرحلة الشرجية من عمره
(قلت هذا لأبدو مثقفا قليلا أمامها
قرأت ذلك في كتاب ل\" سكموند فرويد\")
سأحدثك مثلا عن .....
 عن...
عن امتحان الألسنية العامة التي أدرس 
عن طرفة في الحرم الجامعي
عن أستاذتي التي تكره اجتياحي لمدافن دمعها
السفلى 
دون إذن.
عن الأدب المقارن الذي لا أفقهه
أو ربما ...
ربما أيضا 
نعم ... لم لا عن 
الحب.
سنكون اليوم مغايرين 
و سنتحدث على غير عادتنا
عن الحب
تماما 
تماما...
كما في كل مرة. 
 
 
كل شيء مزعج جدا هذا الصباح
 
تقول في نفسك 
دونما تفاؤل و لا حتى 
تشاؤم..
هكذا بواقعية \" جوستاف كوربيه \" الكاملة
تقول في نفسك لألا تزعج أحدا ممن سواك
و لا تقلق نوم الصدوع التي تزين وجودك الرمزي 
المثقل بالرياح
تقول دون أن تستدل على ما تقول
سيصدقك الجميع فلا تقلق
تقول بمباشرتية عاشق غابر
و ببلاهة سلفي لا يقرأ تاريخ الزرادشت و فكرهم
تقول:
\" كل شيء مزعج جدا هذا الصباح \"
طعم القهوة مزعج
ايقاع الشارع النازف غبار رفاته في وجوه العابرين
مزعج
موسيقى \" كارمن سويت \" القادمة من نافذة الجارة
البيضاء...
مزعجة .
هذا الوجع الداخلي الذي يعمق الهوة بين الفضاءين
مزعج.
هذا الشعور بعد مضاجعة إحدى عاهرات المدينة
مزعج.
لأجل ذلك كله
سوف أغادر غرفتي باتجاه البحر
لعلي أسمع أحدهم يواسي فراغي الهائل 
و يقول:
\" كل شيء مزعج جدا هذا الصباح \".
على شاعر ما 
أن يكتب قصيدته على شرفات
المدينة اليابسة...
و يغير طعم هذا 
الصباح.
 
 
 
 
 
 
جزيرة جانابان (Ganabin)  -1 -
     تحية لصانعها \" رابليه \" ( ربما يحتاج تذوق هذا النص لقراءة نص رابليه أولا. 
                                  الفصل الأخير من \"الكتاب الرابع\" ل \"رابليه\" )
 
الرفيق يوجه دفة المركب نحو أرض 
جديدة...
هذا الرواق من البحر مقرفص حذو ثنايا غيمة
عالية تظلل الرفيق.
بعضهم كان قد غادر دكان المطبخ باتجاه كنيسة متاخمة
لملاذع الظن 
هذه التي تدب بين خلايا أحدهم التو 
الردهة من الزمن معفرة بزرقة الحيلولة دون القيام هنا
لا هنا
لا الآن
كل شيء مؤجل لعفاريت الرؤيا و أنوائها.
تنعكس صورة الموج ما بين عيني الرفيق
لقد كان يمرر لسانه على بوصلة قديمة مبللة بالغبار
يتذوق الرفيق مرارة الحكمة وحده
و يهدي تعاويذ رأسه لعابث جائع
 حذو المنبر.
أما يزال الطريق بعيدا عن خيانة البحر ؟
ألم يتلف الموج ما بالقارورة من سر و من أحجية؟
أليس من الحكمة أيضا أن نرحل بين تدابير
المجهول ..لأجل قارورة في الرياح؟
لم يكن الرفيق يسمع ما يدور حول نقيضين
كان صوت الموج يملأ هواجسه. 
 



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=8489
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2011 / 08 / 08
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15