• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : ثقافات .
              • القسم الفرعي : ثقافات .
                    • الموضوع : تأملات في القران الكريم ح330 سورة الصافات الشريفة .
                          • الكاتب : حيدر الحد راوي .

تأملات في القران الكريم ح330 سورة الصافات الشريفة

  بسم الله الرحمن الرحيم

 
إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ{40} 
تستثني الآية الكريمة عباد الله تعالى المخلصين في الايمان والعمل .  
 
أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ{41} 
تقرر الآية الكريمة (  أُوْلَئِكَ ) , العباد المخلصين , (  لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ ) , لهم رزق مستمر لا انقطاع له في الجنة .  
 
فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ{42} 
تستمر الآية الكريمة مضيفة مقطعين :
1- (  فَوَاكِهُ ) : ومن ذلك الرزق كل انواع الفاكهة . 
2- (  وَهُم مُّكْرَمُونَ ) , لهم ما يطلبون فيها .   
( عن الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله في حديث يصف فيه أهل الجنة قال وأما قوله أولئك لهم رزق معلوم قال يعلمه الخدام فيأتون به أولياء الله قبل أن يسألوهم إياه وأما قوله فواكه وهم مكرمون قال فإنهم لا يشتهون شيئا في الجنة إلا اكرموا به ) . "تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني" .  
 
فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{43} 
تضيف الآية الكريمة محددة مكانهم وموقعهم في الجنة فكان "جنات النعيم" الخالدة . 
 
عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ{44} 
الآية الكريمة تبين حالهم في تلك الجنات (  عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ ) , مجتمعين متقابلين , لا يرى بعضهم قفا البعض الاخر , او لا يرى لأحدهم قفا , على بعض الآراء .  
 
يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِن مَّعِينٍ{45} 
تضيف الآية الكريمة (  يُطَافُ عَلَيْهِم ) , الغلمان او الولدان { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } الطور24 , { يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ } الواقعة17 , (  بِكَأْسٍ ) , حاملين لهم كؤوس الشراب , (  مِن مَّعِينٍ ) , نهر معين , وقيل انه نهر جاري على السطح , وعلى اراء اخرى انه نهر الخمر .   
 
بَيْضَاء لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ{46} 
الآية الكريمة تبين صفة هذا الشراب المعين (  بَيْضَاء ) , اشد بياضا من اللبن , (  لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ ) , بيانا للذتها عند الشرب , على عكس خمور الدنيا ذات الطعم المر وكريهة المذاق والرائحة .   
 
لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ{47} 
تستمر الآية الكريمة في بيان صفة ذلك الشراب المعين (  لَا فِيهَا غَوْلٌ ) , لا يغتال عقل صاحبها ولا فساد فيها كما هي الحال في خمور الدنيا , (  وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ ) , فيها عدة آراء منها :   
1- لا يطردون ولا يمنعون عنها , بل هي مبذولة . 
2- لا يسكرون من شربها . 
 
وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ{48} 
تنعطف الآية الكريمة لتسلط الضوء على جانب اخر من طيبات الجنة (  وَعِنْدَهُمْ ) , في منازلهم تلك , (  قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ) , حوريات , قصرن ابصارهن على ازواجهن فقط , لا ينظرن الى غيرهم , (  عِينٌ ) , فيها عدة آراء منها :
1- ذوات اعين كبيرة . 
2- او ان اعينهن شديد بياضها , شديد سوادها .   
 
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ{49} 
تصفهن الآية الكريمة (  كَأَنَّهُنَّ ) , في شدة البياض , (  بَيْضٌ مَّكْنُونٌ ) , تشبيها لهن ببيض النعام , فأن النعام تكنّ بيضها بالريش منعا لوصول الغبار اليه , يرى مفسرون اخرون ان بياض الابدان المخلوط بالصفرة هو من افضلها .  
 
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ{50} 
تروي الآية الكريمة (  فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ ) , بعض اهل الجنة , (  عَلَى بَعْضٍ ) , على البعض الاخر , (  يَتَسَاءلُونَ ) , عما جرى لهم وعليهم في الدنيا .  
 
قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ{51}
تروي الآية الكريمة على لسان احدهم (  قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ ) , رفيق , جليس , لا يؤمن بالله تعالى وينكر البعث .  
 
يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ{52} 
تستمر الآية الكريمة على لسانه , وهو بدوره يروي عن قرينه "جليسه" في الدنيا (  يَقُولُ أَئِنَّكَ لَمِنْ الْمُصَدِّقِينَ ) , يلومني ويوبخني على تصديقي بالبعث .   
 
أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَدِينُونَ{53} 
يستمر كلام الجليس "القرين" في الآية الكريمة (  أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً ) , لو متنا واندرست اجسامنا في التراب ولم يبق منها الا العظام البالية , (  أَئِنَّا لَمَدِينُونَ ) , لمبعوثون للحساب والجزاء .   
 
قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ{54} 
تروي الآية الكريمة قول المتكلم لجلسائه في الجنة (  هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ ) , هل انتم مطلعون على احوال اهل النار فأريكم حال جليسي "قريني" منكر البعث , وقيل ان القائل هو احد الملائكة .  
 
فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ{55} 
تستمر الآية الكريمة في الموضوع (  فَاطَّلَعَ ) , على حال قرينه "جليسه" , (  فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيمِ ) , فرآه في اسوء مكان فيها وهو الوسط , " عن الباقر عليه السلام يقول في وسط الجحيم" - تفسير الصافي ج4 للفيض الكاشاني - .  
 
قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدتَّ لَتُرْدِينِ{56} 
تروي الآية الكريمة على لسان قائل الجنة لجليسه في الدنيا (  قَالَ تَاللَّهِ ) , قسم , (  إِنْ كِدتَّ ) , قاربت , (  لَتُرْدِينِ ) , ان تهلكني بإغوائك لي .   
 
وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ{57} 
يستمر كلام قائل الجنة في الآية الكريمة (  وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي ) , بالهداية والايمان والعصمة , (  لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ ) , مثلك في النار .   
 
أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ{58} 
تستمر الآية الكريمة (  أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ ) , موت الدنيا او ما يصطلح عليه بالموت .  
 
إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ{59}
تستمر الآية الكريمة برواية كلام ذلك القائل (  إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى ) , باستثناء موتنا في الدنيا , (  وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ ) , كالكفار واهل المعاصي .   
 
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{60} 
يستمر كلامه في الآية الكريمة (  إِنَّ هَذَا ) , النعيم في الجنة , (  لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) , الذي لا يعدله فوز .  
ملاحظة : على بعض الآراء ان الآيات الكريمة تقريرية وليست من كلام قائل الجنة .  
 
لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ{61}
تستكمل الآية الكريمة الموضوع (  لِمِثْلِ هَذَا ) , الثواب والنعيم والمنزلة الرفيعة والخلود في الجنة , (  فَلْيَعْمَلْ الْعَامِلُونَ ) ,  فليعمل عمال الدنيا طلبا له في الاخرة .  
( عن الباقر عليه السلام قال إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جيء بالموت فيذبح كالكبش بين الجنة والنار ثم يقال خلود فلا موت أبدا فيقول أهل الجنة أفما نحن بميتين الآيات ) . "تفسير القمي" .   



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84845
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 15
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15