ليلة العاشر من المحرم، في مؤسسة الإمام المنتظر (عج) بالسويد، كانت ليلة مميزة قياساً بما سبقها من ليالي عاشوراء؛ فقد كان التحدي والإصرار والفناء، فقد تضاعف عدد الحضور وامتلأت القاعتان بالمئات من المؤمنين الموالين ليوصلوا رسالة الى أعداء الإنسانية بأننا على الدرب سائرون وللإرهاب محاربون .
وبان الغضب في وجوه الحاضرين، كردة فعل كادت ان تكون غير حميدة، لولا تدخل ممثل المرجعية الدينية العليا، حيث ناشدهم بالهدوء وضبط النفس وذكرهم بما جرى على مرقدي الامامين العسكرين عليهما السلام في سامراء، وأننا قد اعتدنا على مثل هذه الارهاصات والتعديات، فعلينا ان نوجهها بالصبر والثبات لنؤجر ونثاب على ذلك (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) وشائت المنة الالهية ان يخلو الحادث من ذهاب الانفس.
واضاف السيد مرتضى الكشميري “كونوا قريري العين فان المكان سيعود الى احسن مما كان عليه بفضل جهودكم وتظافركم، فقد استنار المكان بهذه الوجوه الطيبة وشاركتم اخوانكم بالعراق ممن عايشوا هذه المظاهر المتعددة لمدة سنوات”، مبينا إنه “لولا الحكمة التي كانت تتمتع بها المرجعية لكان وضع العراق سيئا ولضربت الطائفية في ارجاء البلاد وشردت العباد، فحمدا لله وشكرا على ما حصل”.
قائلا: “اننا لسنا انهزاميين وقت المحنة، وفعل الاقزام والصعاليك لا يخفينا ولا يرغبنا، لاننا نحمل شعار الحسين هيهات منا الذلة، فلبيك يا حسين”.
ثم افتتح ممثل السيد السيستاني في أوروبا حديثه بمقطع من خطبة السيدة زينب عليها السلام (فكد كيدك، واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا….)، مبينا إن الحقيقة التي تنبئت بها عقيلة الطالبين منذ قرابة اربعة عشر قرن لا تزال وستبقى حتى يرث الله الارض ومن عليها بظهور القائم من ال محمد (عج) وما راعنا ما فعلوه الامويون والعباسيون من قتل وذبح وتشريد لاتباع هذا الخط، كما لم يرعن ما فعلوه من سبقهم ممن سار على خطهم فكانت نتيجة هؤلاء الهلاك والفناء، فاين من نادى “انا حسين وانت حسين ولا شيعة بعد اليوم”، وان هؤلاء النكرات الذين سحقهم التاريخ وسيسحق من امثالهم من الظالمين والمتجبرين وستكون العاقبة للمتقين (تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
ثم اكد السيد الكشميري على موضوع الولاية مخاطبا الحاضرين بان الولاية هي الامانة الكبرى التي اختاره الله لنا من بين خلقه فهي أثمن ما نملك، واستدل على الولاية باحاديث وردت من النبي والعترة، وانها هي النعمة الكبرى التي منى الله بها على العباد بقوله اليوم ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
واكد سماحته على الاباء والامهات بان يزرعوا في نفوس ابنائهم هذه النعمة التي هي الضمانة لدنياهم واخرتهم وان لا يضيعوا في بلاد المهجر بحضرتكم، وان تغرزوا فيهم روح المحبة والتسامح والتعاون والتعايش مع الاخرين وان يهذبوا السنتهم عن السب والشتم للاخرين لان قادتنا وسادتنا ادبونا على التواصل والتواد والتحاب وعدم التنازع والتباغض لقوله تعالى (وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُم …)، مؤكدا إن ثقافة السب والشتم هي من الامور الطارئة على ثقافتنا واخلاقنا ولا يراد منها الا زرع الاختلاف بين الجسم الواحد حسب الحديث المروي (لا تسابوا ولا تشاتموا ولا تباغضوا).
كما شدد السيد الكشميري على الصلاة والمواظبة على ادائها في وقتها لانها من سمات المؤمنين، مؤكدا على ضرورة مساعدة الفقراء والمساكين، مستشهدا بمؤسسة العين للرعاية الاجتماعيةـ مؤكدا التعاون معها لانها امل الارامل واليتامى والمستضعفين التي امر بتاسيسيها المرجع الاعلى (حفظه الله)، لكونها هي المنفذ الوحيد لمساعدة هذه الشريحة من العراقيين.
وبين رئيس مؤسسة الإمام علي في لندن، إن مؤسسة العين تكفلت حتى الان قرابة خمسين الف عائلة، عدا النازحين والمشردين كما بنت ثلاثين الف دارا. وتتبعه وجبات اخرى ان شاء الله تعالى، كما تكفلت بعلاج الكثير من المعوقين والمرضى المنقطعين والجرحى من المقاتلين، وجزى الله المؤمنين جميعا وخصوصا اهالي مدينة مالمو لما قاموا به من عطاء سخي وهم يشكلون اكبر رقما في اوروبا بتكفل الايتام كما جزى الله المحسينين الخير على ما تبرعوا به من مساهمات عينية ونقدية من انحاء العالم.
النهاية
صوت الجالية العراقية |