• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحاشية المسؤول .
                          • الكاتب : د . ماجد الخياط .

الحاشية المسؤول

منذ فترة وأنا أرقب المشهد السياسي العراقي، ولفت انتباهي لأكثر من مرة موضوع مهم، وهو أن تكون الحاشية هي الآمرة الناهية وكأنها هي المسؤول من دون الرجوع اليه ولا حتى الاخذ برأيه، ووصل الأمر الى الوزارات اذ يقوم البعض بمهام الوزير، وقد أتحدث من جنبة إعلامية، فمع احترامي وتقديري للبعض من مسؤولي المكاتب الاعلامية والذين قد يكونون أشخاص ذوي خبرة ودراية وكلامهم مسؤول ويتمتعون بلباقة ومهارة ومهنية رغم كل هذا أجد أن تصريحهم من دون الاشارة الى ان هذا التصريح صادر عن الوزير او الوزارة هو تعدي على أطر المسؤولية وثقة الشعب الممنوحة من قبل ممثله البرلمان، فليس من المعقول أن يكون تصريح بحجم تحديد شكل العلاقة بين العراق ودولة مجاورة يصرح به مدير مكتب اعلام وزارة، ولا ادري متى يظهر الوزير من غيبته ليتحدث لنا جهاراً.
وبحكم خبرتي المتواضعة أجد أن هذا الأمر يجيء من أمرين:
الاول: وهو أن المسؤول يجد نفسه أكبر من المنصب وليس من قدره أن يظهر على وسائل الاعلام بنفسه ليتحدث أو يحتك مع الموظفين فيوكل المهام لمدير مكتبه أو أحيانا كثيرة لحماياته الشخصية، وقد يصل الموضوع الى التوقيع بدلا عنه بعد أن يصار الى صناعة ختم بتوقيعه، لذلك يتمتع أناس بصلاحيات هي ليست من حقهم، ولهذا أقول لماذا لا نستبدل المسؤول الفضائي بالمسؤول الحقيقي على الأقل ممكن أن نحاسبه على تصرفاته خيرا من أن يكون هناك جدار صد للمسؤول في حال كان هناك رد فعل للرأي العام إزاء هذا التصرف أو التصريح فيتهم به مدير المكتب وتنتهي المسألة بمحاسبة موظف كما حدث في أكثر من مرة.
الثاني: وهو الأمَر من المرارة، فمعظم الحاشية من مدراء المكاتب أو حمايات شخصية أو مرافقين شخصيين هم حاملو أسرار المسؤول و(لازميه من إيده التوجعة) فهم يعلمون كل خفاياه لذلك يترتب عليه أن يرضخ لهم وخاصة إذا كان هذا الفرد من الحاشية هو (أبو العيشة).
ومن هذا أجد أن نضع معيارا لكفاءة المسؤول في إدارة موقعه الوظيفي من خلال هذا الأمر فالمسؤول الذي يتنصل عن متابعة شؤون عمله بنفسه أو التصريح بنفسه عن قضايا مسؤوليته فإنه إما أن يكون متعاليا على المسؤولية أو أنه غير كفء لها، أو أنه إنسان غير نزيه ولديه أسرار فاضحة. ولكم الحكم والله من وراء القصد.



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=84502
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 10 / 06
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15