لم يكن نبأ زيارة مسعود البرزاني المرتقبة الى بغداد , مفاجئا ً بالنسبة لي على اقل تقدير . ولكني وما أن سألت نفسي عن سبب واقعي لزيارته , أو قبوله دعوة رئيس الوزراء ( العبادي ) لزيارة العاصمة مركز القرار الإتحادي , حتى انثالت عليّ الأسباب تترى وتعددت , كما تعددت جوانب شخصيته الغامضة , وتوزعت بين الداخل الكردي سلبا ً أم ايجابا ً , أو الداخل العراقي , أو الإقليمي والدولي ! .
وبالإمكان أن نلحظ , ونعدّ اسباب زيارته المرتقبة من خلال عدّة نقاط :
ــ لتلافي حدة الخلاف والانشقاق المتنامي في الصف الكردي وخصوصا ً مع (الإخوة الأعداء ـ الاتحاد الوطني + التغيير + الاتحاد الاسلامي + والجماعة الاسلامية ) !.
ــ وللحدّ من الدعم الإيراني الجاد للفرقاء السياسيين وأقصد بهم( الأخوة الاعداء ) !.
ــ ولتفادي تصاعد الغضب الشعبي والحنق لعدم تحمل خزينة الإقليم ,وإعطاء رواتب للموظفين , فضلا عن تقديم الخدمات !.
ــ ربما لتراخي الدعم التركي والسعودي ( الخليجي ) له , لمتطلبات الوضع السياسي والعسكري الإقليمي العام !.
ــ أو لوقف تدفق نفط كركوك عبر إيران , الذي تمّ بالإتفاق مع حزب الاتحاد الكردستاني , وليس عبر تركيا حليفته !.
ــ ولإفلاس مشروعه وطموحه وحلمه بالإنفصال عن الدولة العراقيّة , بعدم تجاوب الدول الإقليمية فضلا عن دول العالم , مع فكرة تكوين دولة كردية !.
ــ ولخوفه من أن يدخل بصدام غير مبرر مع الحشد الشعبي ( إن لم يكن مع bkk أيضا ً ) حول المناطق التي ضمّها للإقليم ( وكذا المناطق المتنازع عليها ) اثناء عمليات تحرير الموصل من داعش , ولإبقاء ما بحوزته قدر ما يستطيع , من أراضي عربية كان قد استحوذ عليها وضمّها سابقا ً !.
ــ لتبديد مخاوف الشركاء ( السنّة ) ببغداد , خصوصا ًحلفائه الجدد ( متحدون مثلا ً ), بعد تصويت البرلمان على إرجاع حدود الموصل الى ما قبل عام 2003 م !.
ــ ولجس النبض حلفاء وشركاء الأمس , وبالتحديد جبهة الممانعة للولاية الثالثة ( المجلس الاعلى في بداية المشوار , والتيار الصدري والوفاق وغيرهم ) بعد تزعم الحكيم التحالف الوطني . ودغدغة الحلم مجددا بإنشاء تحالف جديد يقابل تحالف ( دولة القانون مع الاخوة الأعداء ـ الاتحاد الوطني + التغيير + الاتحاد الاسلامي + والجماعة الاسلامية ) !.
ــ للتأكيد على أن منصب وزارة المالية هي من حصّة ( الديمقراطي الكردستاني ) حكرا ً , بعد تعالي نغمة ( التعددية السياسية ) الجديدة التي تبناها خصمه المالكي , والتي من بالإمكان أن تدق أسفينا ً بنعش المحاصصة السياسية , والتي نوقشت بالإجتماع الأخير للتحالف الوطني بزعامة الحكيم .
ــ ولإرضاء ربّة المعبد المقدس ( الولايات المتحدة ) . بعد ما ارتأت واشنطن بأن لا يتم أي أمر ( يتعلق بالإقليم ) على أقل تقدير , إلا ّ بالتنسيق مع بغداد وبعد حصول موافقتها !.
ــ ولنفخ الروح بمجمل الإتفاقيات مع بغداد وخصوصا ً المتعلقة بالنفط وتصديره , وحصة الإقليم بموازنة 2017 م .
ــ وللتنسيق مع بغداد في موضوع إدارة الموصل , لما بعد تحريرها من داعش ! ومستقبل الأراضي المتاخمة للإقليم . وحظوظ تطبيق المادة رقم ( 140 ) من الدستور .
ــ للتهيئة والتحضير كغيره من الشركاء السياسيين للإنتخابات القادمة , بعد تصاعد حمّى التنسيق والتشاور والتبشير بانبثاق تحالفات جديد ببغداد , من شانها ان ترسم مستقبل العراق لما بعد الانتخابات !.
ــ والقائمة تطول مع مسعود البرزاني تحديدا ً, وما خفي كان أعظم واطمّ , اضطرّته لأن يلجأ الى بغداد , كما يلجأ الى مأواه الأبن الضال بعد إفلاسه !. من غير أن يأمل المرء منه ولا من غيره من الأقران , في العملية السياسية برمتها خيرا .
ــ لجأ الى بغداد حاضرة الفوضى الدموية , وحضيرة الأقران من الشذّاذ , وهو يقول بسرّه ( مــا حيلة المضطر إلاّ ركوبها ..!؟. ) !.