أنتشرت - أخيراً - في الأوساط الثقافية العراقية لهجة (علمانية) حادة ترفض كل شيء وتدعوا إلى محق وإستئصال كل القيم والأعراف والتقاليد العشائرية والدين والعادات الإجتماعية التي تشكلت في المنظومة المجتمعية العراقية عبر آلاف السنين ..!!

وظهر مع الأسف البعض من العلمانيين (المتعالين) الذين يسّخفون آراء الناس ويهزأون بالتقاليد والأعراف الإنسانية والعشائرية التي هي موجودة عند أغلب شعوب الأرض مستغلين الواقع السيء الذي وصل إليه المتدينون والإسلاميّون وفشل تجربتهم في الحكم والإدارة والسياسة ..

وحتى الآن لم نسمع من علماني عراقي واحد وجهة نظر محترمة في إدارة الدولة أو قيادة المجتمع أو تغيير الحال إلى الأفضل والأحسن ..وكل مانسمعه منهم هو نقد علماء الدين والنيل منهم والدعوة إلى إلغاء الدين من الحياة نهائياً والمطالبة بتوفير الخموروالملاهي والمراقص التي تبيح التحلل الخلقي والتفكك الإجتماعي والأسري والمطالبة بحرية المرأة وأن تمشي في الشارع (شبه عارية) وتحويلها إلى سلعة يتناولها القاصي والداني ..!

حقيقة لقد أصبح هؤلاء العلمانيّون أكثر تطرفاً وتشدداً من داعش نفسها ..فهم نراهم في محافلهم ولقاءاتهم وتعليقاتهم وصفحاتاهم يشتمون ويتجاوزون على الحرمات بكل وقاحة وصلافة ولايسمحون لإحد بإن ينتقدهم أو يرشدهم إلى الصواب مستغلين حالة الفتور الإجتماعي والضياع الفكري والتسيب الديني والتراجع المعرفي الذي عليه الشعب العراقي ..

أنهم مجموعة من المرضى والمعقدين النفسيين الذين فقدوا بوصلة الحياة ومعناها السامي ولايعرفون مايريدون وماينشدون فليس عندهم غير الهزء والسخرية والتعالي على الآخرين ..فعلمانيتهم لاتشبه علمانية ماركس أو لينين أو حتى علمانية العرب في الخمسينيات والستينيات..وأنما هم مجرد غوغاء يطالبون بعلمانية هوجاء متطرفة متشددة إقصائية لالون ولاطعم ولارائحة لها بتاتاً ..!!

نحن لسنا بحاجة إلى علمانية جدباء لاتنبت زرعاً ولاتمسك مطراً ..!