المرحو العلامة ضياء الدين الخاقاني
1933 - 2008
.........................
تستريحُ الصحراءُ وتهدأ الخيولُ..ومن الوحي ما يقول الرسولُ
واستكانوا لما يقول كأن القولَ مِن فيه موعدٌ أو وصولُ
قال مَن كنتُ أيها القوم مولاه فهذا عليٌّ بعدي عديلُ
هنئوه على الخلافةِ ما عاش قبيلاً مضى ويأتي قبيلُ
عمرٌ قال يا عليّ تباركت فأنت الخليفة المأمولُ
أنتَ مولايَ أنت مولى على الناس جميعا والحقُّ فيما أقولُ
و تغنى حسانُ فالشعرُ لِمن تاه براهين والقوافي دليلُ
كتبَتْ شمس ذلك اليوم بالضوء عن المصطفى حديثاً يقولُ
اِنما اللهُ في السماء قد اختار علياً أتى بها جبريلُ
ليكون الوصيَ من دون كلِّ الناس يمتدّ دوره المسؤولُ
ذاك يومُ الغدير اِذ تمّت النعمة واجتاز ديننا التكميلُ
اِنها البيعة التي شادها الله لتبقى منارة لا تزولُ
هي اِرث النبوة الحقّ والأرث مصون لأهله مكفولُ
صاغها الله والنبيُّ كما شاء فماذا تصوغ هذي الفلولُ
وارتضتها النفوس أول يوم فلماذا استرابَ فيها الجَهولُ
خير كُفؤ لها أبو الحسن ازدان على غاربيه منها مثولُ
الشجاع الذي تقبّلُ كفيه رياحُ اللقاء حين يصولُ
والحكيم الذي تقدّسه الرحمة قلباً تطيب فيه الذحولُ
غير أنّ الهوى قد اختار، حاشى الفضل في أن يقدم المفضولُ
فلماذا اِذن ألمْ يكُ ابن أبيطالب شمسا ضياؤها موصولُ
أوَ لم ترق مثلما ارتقتِ الاقمار لم يُخفِ نورهنّ أفولُ
حَدَثٌ لن يشوبه الريبُ فالوحي حكماهُ و بثه التنزيلُ
وفمُ الصادق الأمين تبنّاه فنِعم الهادي ونعم الوكيلُ
وتمشي مع القرون كتابا ناطقا لا ينوشه التأويلُ
آمنتْ باعتقاده سِيَرُ الحق وسارت على هداه الأصولُ
غير انّ احتباسة الحقد غطته شعاعا وصدّ عنه الخمول
فأذا بالفتى المفضل ينهدُّ وتُهدي لمن سواهُ الطبولُ
واذا بالهدى لخمس وعشرين مغيبٌ والغي عاتٍ يجولُ
والوصيُّ الذي تعهده المختار ينآى و من تقدم غولُ
ليس بدعاً ما كان يا صفوة الخلق فتاريخنا العجيب فصولُ
هاهو اليوم مثلما كان بالامس وفي كلِّ ما احتواه ذليلُ
الدجى فيه ملجأ للمذاعير وللسوء صبحة المصقولُ
الملايين عنده يتقبا والقوانين في ذراه تبولُ
مرَّ عهدٌ أعوذ بالله ما فيه سوى الموت فالمنايا تجولُ
مرّعهدٌ على العراق كلام الناس فيه جريمة أو فضولُ
مَنْ يقولون يُعدمون ويلقى الموتَ مهما استعاذ مَنْ لايقولُ
عهدُ مَنْ لايُصدِّقون سوى الوهم تعرّى فساومته العقولُ
ما علينا الغداةَ اِلّا بأن نشرب كأساً رحيقها سلسبيلُ
ونغتي شواطىء الألم الساحر ما ارتاحَ في ذراها الأصيلُ
ثم تستذكر الطيوف زماناً قصر الأنس فيه مهما يطولُ
اِننا اليوم عاكفون على الذكرى فيوم الغدير يومٌ جميلُ
ههنا حيثُ يجمعُ الشملَ خاقان ويحتارُ فيه قالٌ وقيلُ
ههنا حيث يصدق القولُ ما طال وهل يوهن الحقيقة طولُ
يتمنى الجميعُ أن يَجدَ السائلُ أغلا ما طاله المسؤولُ
....................................................
قصيدة: ذاك يومُ الغدير اِذ تمّت النعمة/
الأديب المرحوم العلامة ضياء الدين الخاقاني
1933 المحمرة – 2008 النجف الأشرف
من ديوان : مسيرة الى حوض الكوثر
تقديم: العلامة الدكتور حسين علي محفوظ
...........................................................................