• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : الحروب العشرة المقبلة التي يبشرنا الأمريكان بإندلاعها في العراق والمنطقة .
                          • الكاتب : حامد شهاب .

الحروب العشرة المقبلة التي يبشرنا الأمريكان بإندلاعها في العراق والمنطقة

بدأت أجهزة المخابرات الامريكية ومن خلال صحافتها وأجهزة إعلامها الترويج لحروب عشرة مقبلة تواجه العراق ودول المنطقة.

ومن يتمعن في ثنايا (ترويجات) من هذا النوع يدرك أن للولايات المتحدة هي من ترسم سيناريوهات هذه الحروب ، وهي من تسعى الى تأجيج نيرانها من أجل بقاء سيطرتها على هذه المنطقة لسنوات طوبلة. 

الصحفية في جريدة واشنطن بوست الأمريكية٬ ليز سلاي تقول : ان "نهاية الحرب على داعش في العراق وسوريا ستكون حروباً جديدة تعود اسبابها جزئياً إلى كون الاستراتيجية الأمريكية لهزيمة داعش تعتمد على سلسلة من الحلفاء الإقليميين والمجموعات المحلية المسلحة التي تكن العداء لبعضها البعض. فمع أن كلها تعتبر داعش عدواً٬ ينظر أكثرها إلى الآخر على أنه عدو أيضاً. وتلوح في الأفق حروب جديدة للسيطرة على نظام ما بعد داعش".

ووضعت سلاي لائحة بعشرة حروب٬ وترى أن ثمة المزيد من الحروب من الممكن أن تندلع٬ وأن بعضها بدأ فعلاً٬ مؤكدة أن "أياً من تلك الحروب يمكن أن يزيد فرص داعش في البقاء ويحافظ على الظروف التي مكنته في التوسع وربما يبقي الولايات المتحدة في المنطقة لسنوات عدة".

وتدرج ( سلاي ) تلك الحروب كالآتي :

حرب بين أربيل وبغداد

الوضع على الحدود العراقية لدولة داعش ليس أقل خطراً من الازمات التي تندلع بين الاكراد وداعش وسوريا وتركيا والاكراد فيما بينهم وبين سوريا وتركيا .. فكما وسع الأكراد السوريون المناطق التي يسيطرون عليها بطريقة شكلت تحدياً لسيادة الدولة السورية٬ تحرك الأكراد العراقيون إلى مناطق كانت تحت سيطرة الحكومة العراقية٬ وتؤكد حكومة بغداد أنها تنوي استرداد تلك المناطق بعد دحر داعش تماماً٬ بينما يؤكد الأكراد الذين يحظون بدعم واشنطن أنهم لن يتخلوا عن أي مناطق دفعوا دماء للسيطرة عليها٬ وهذه النزاعات سبقت وجود داعش٬ إلا أنها ستعود إلى الظهور مع نيات انتقامية بعد القضاء على التنظيم.

حرب بين الأكراد العراقيين والحشد الشعبي

هذه الحرب قد تحصل لأسباب شبيهة بالحرب السابقة٬ في ما عدا أنها بدأت تلوح في الأفق٬ فقد اضطلع الحشد الشعبي بدور بارز في المعارك ضد داعش٬ متقدمة شمال بغداد لصد مقاتلي التنظيم. وصاروا الان في مواجهة مقاتلي البيشمركة الكردية التي تتمتع بدعم أمريكا جنوب المناطق الكردية٬ وفي طوزخورماتو حصلت مواجهات بين الجانبين.

حرب بين الأكراد والأكراد

ليس أكراد سوريا ولا العراق موحدين وهو ما قد يثير اقتتالاً في ما بينهم٬ وهذا السيناريو هو الأكثر تعقيداً إلا أنه ليس مستبعداً٬ ففي ما عدا توحدهم على طموح إقامة دولة كردية٬ يختلف أكراد العراق على كل شيء٬ وهم منقسمون كفصيلين خاضا حرباً دموية في تسعينيات القرن الماضي٬ وأحد هذين الفصيلين هو عدو لدود للأكراد الذين يسيطرون على شمال سوريا والذين هم نفسهم غير موحدين٬ لذا يبدو النزاع بين المجموعات الكردية ممكناً في سوريا أو العراق أو في البلدين معاً.

حرب بين السنة والشيعة أو الأكراد

في إطار الحرب على داعش٬ غزت قوات ذات غالبية شيعية أو كردية مناطق ذات غالبية سنية. ويشارك مقاتلون سنة في القتال لدحر داعش من مناطقهم٬ ويبدي كثيرون منهم ارتياحاً للتخلص من التنظيم المتشدد٬ إلا أن ثمة تقارير عن انتهاكات من الشيعة والأكراد ضد المجتمعات السنية التي يحرروها٬ بما فيها التهجير القسري للسنة من منازلهم أو اعتقالات جماعية للرجال٬ وفي غياب مصالحة حقيقية٬ بما فيها حل سياسي يعزز موقع السنة٬في العراق.

حرب بين القوات الكردية السورية مع القوات العربية في سوريا

الحرب بين أكراد سوريا والجيش الحر المعارض في سوريا بدأت فعلاً وهي إحدى أكثر الحروب تعقيداً٬ ومع أن الولايات المتحدة طلبت من الفريقين وقف الاقتتال٬ وليس معروفاً ما إذا كانت تتمتع بنفوذ كاف على حليفيها المتقاتلين لمنع تفاقم النزاع.

حرب بين تركيا وأكراد سوريا

هذه الحرب ستكون شبيهة بالأولى ولكن على نطاق أوسع٬ وحتى الآن اكتفت تركيا بالتوغل في المناطق التي كان يسيطر عليها داعش والتي تسكنها غالبية عربية٬ ولكن تركيا قلقة من دولة كردية على حدودها حيث أعلن الأكراد حكماً ذاتياً في وقت سابق هذه السنة٬ وإذا استمر التوتر٬ لا يمكن استبعاد غزو تركي لتلك المناطق حيث تتمركز فيها أيضاً بعض القوات الأمريكية.

حرب بين الأكراد السوريين وقوات الأسد

تشعر الحكومة السورية أيضاً بأنها مهددة بطموحات الأكراد, وحتى وقت قريب حافظت على تحالف صعب٬ وتباهى الرئيس بشار الأسد مراراً بأنه زود الأكراد بالأسلحة٬ إلا أن هذه العلاقة توترت منذ إعلان الأكراد حكماً ذاتياً٬ وتواجه الجانبان في معارك قصيرة في منطقة الحسكة التي ينشر فيها الجانبان قواتهم٬ وثمة وقف للنار حالياً٬ إلا أن التطلعات الكردية للحكم الذاتي بخطر في ظل الهدف المعلن للأسد لإعادة بسط سيادة الدولة السورية على البلاد كلها.

حرب بين الولايات المتحدة وسوريا

هذه الحرب كان يمكن أن تندلع في عدد من المناسبات في السنوات الخمس منذ دعا فيها الرئيس الأمريكي أوباما٬ الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي٬ وعدم حصولها يؤكد أن الجانبين يريدان تجنب النزاع٬ وهي لا تزال مستبعدة جداً٬ إلا أن ثمة جبهات قليلة في الحرب على داعش يمكن أن تحصل فيها مواجهة مباشرة بين القوات التي تدعمها أمريكا وقوات النظام٬ وبينها الرقة حيث كان الجانبان يدعمان في شهر حزيران الماضي٬ هجمات متنافسة من اتجاهين مختلفين٬ دفعت واشنطن مقاتلات لردع طائرات سورية عن قصف الأكراد.

حرب بين تركيا وسوريا

اقتصر التدخل التركي في سوريا حتى الآن على مقاتلة داعش والقوات الكردية٬ وقد اتخذت أنقرة أيضاً خطوات لإصلاح علاقاتها مع كل من روسيا وإيران٬ الحليفين الأبرزين لبشار الأسد الذي يبدو أنه أعطى الضوء الأخضر للغزو التركي لشمال سوريا٬ وإذا جرت المعركة ضد داعش على ما يرام٬ قد تجد القوات التركية نفسها بمواجهة جبهات للقوات السورية حول حلب المحاصرة٬ وهو ما يمكن أن يتطور إلى فوضى.

حرب بين بقايا داعش والجميع

يسيطر داعش على جزء كبير من أراضي سوريا والعراق٬ وبدأت الاستعدادات لتحرير مدينتي الرقة والموصل٬ وإذا تواجهت المجموعات المشاركة في الهجومين في ما بينها٬ قد تتأخر هذه المعارك إلى ما لا نهاية٬ ولكن حتى لو لم يحصل ذلك٬ فإن النزاعات الأخرى التي بقيت معلقة ستؤدي إلى مرحلة طويلة من عدم الاستقرارفي المنطقة٬ وإذا أدت الحرب الحالية إلى حروب جديدة٬ فإن دولة داعش ستظل قائمة.

لكن الكاتبة الامريكية (سلاي) لم تشر الى حروب محتملة بين ايران ودول المنطقة وبين ايران ودول الخليج التي تدور رحى شرارتها الان ، وتسعى من خلالها طهران الى فرض هيمنتها عليها، وتصدير أنموذجها في المنطقة، بالرغم من ان الولايات المتحدة تجد في إيران وطموحاتها هذه من ينفذ لها ستراتيجبتها في المنطقة، وهي ( تتناغم ) مع الرغبة الايرانية ومع رغبات دفينة لدى تركيا ،لاشعال نيران حروب، تنهك العرب، وتجعلهم خائري القوى ليس بمقدورهم تحقيق تقدم يذكر لدولهم على مدى عقود من الزمان.




  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=83414
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 09 / 09
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 15