بعد ان شاركتُ في عمليات تحرير الرمادي, وهيت, والفلوجة, وحين السيطرة على مضافات داعش ومساكنهم أو منشوراتهم وجدت في فكرهم ان الله خلقنا لنموت فقط !.
انهم يدعون الى الموت في مؤلفات معنونة بعلامات اخر الزمان, او ما بعد الموت, او العذاب , وبكثرة تدعوا الى الدهشة, وأقرأ منها ما أقرأ, فأراهم نسوا ان الحياة خُلقنا فيها لنعمرها بنص القران}هو أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا{ (هود61).
واتذكر لهم اذاعة باسم البيان استمعت لها اثناء تحرير هيت وقبل دخولنا اليها وتحريرها , ويأخذنا الضحك والتعجب لما نسمع منهم ونحن نقترب لنجهز عليهم ,وكانت محاضراتها, وخطبها, وبرامجها تدعوا الى الموت او الاستشهاد بزعمهم, بعبارات (هبّوا, قاتلوا, استشهدوا, حور العين, اقبلوا للموت. .).
فحقا تندهش لتركهم الحياة, والاستفادة منها بانها قنطرة للأخرة, نبنيها ولا نتركها كما ورد عن الرسول صلى الله عليه واله:(ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته, ولا آخرته لدنياه حتى يصيب منهما جميعا..)(كنز العمال للمتقي الهندي ج3) نسوا جمال الحياة والتطور والعيش بما أمر القران مرارا أن نأكل من طيبات ما رزقنا ربنا منها قوله سبحانه }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ{(المائدة87).
وفي هذه دعواهم الى الموت بشكل يدعوا الى الريبة؛ لكثرتها, وترك الحياة و طيباتها, اي لا تطور ولا تقدم, والغرب يبني ويتطور ويصعد الى الفضاء, وتبقى بلاد الاسلام في قوقعة الجهل وبُركة الدماء, فحقا هم كارهوا الحياة, فالاسلام امر بذكر الموت والاستعداد له, لكن على ان لا ننسى نصيبنا من الحياة الدنيا والازدهار والرقي ونفع بعضنا لبعض.
ألا يدل فكرهم انهم صناعة صهيونية لتبقينا في حيرة ودم وقلة تقدم, واسرائيل في مأمن؟!
والسلام على إمامنا القائل(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا, واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا) (من لا يحضره الفقيه للصدوق ج3)
|