أقولها ملء الفم وبأعلى صوت لا بارك الله بكم ولا بجمعكم وحشركم الله جميعا مع الشياطين في قعر جهنم , لأنكم فاسدون وسارقون ومجرمون , سلبتم منّا فرحتنا , سلب الله منكم أعماركم .
تدّعون النزاهة وأنتم جميعا فاسدون , وتدّعون الوطنية وأنتم أبعد الناس عن الوطن وهمومه , وتتحدثون عن الكفاءة وجلّكم لا يستحق المكان الذي هو فيه , حملتم الدين غطاءا واختبأتم خلفه وأنتم جميعا لا دين لكم , أي بلاء أكثر من هذا ؟ أنا لا أدري هل أنتم فعلا تؤمنون بالله واليوم الآخر ؟ وهل هيأتم أنفسكم لهذا اليوم ؟ والله أنا في شك منكم جميعا .
الشعب الذي أوصلكم للبرلمان يريد أن يعرف لماذا لم تحجبوا الثقة عن مفوضية الفساد ؟وهل أنتم فعلا غير مقتنعين بفساد هذه المفوضية العار ؟ أم أنكم تنطلقون من مبدأ أن الفساد هو لباس الجميع فإذا خلع عن هذه المفوضية فسيأتي الدور على الآخرين وستبان عوراتهم واحدا بعد الآخر ؟ كيف سيصدقكم الشعب العراقي بعد الآن ؟
أنا أتفهم موقف التحالف الكردستاني باعتبار أن رئيس هذه المفوضية العار ينتمي للحزب الديمقراطي الكردستاني , وأتفهم أيضا موقف القائمة العراقية فهو نكاية بدولة القانون , وحتى حضور أياد علاوي شخصيا لهذه الجلسة وهو المنقطع عن كل جلسات البرلمان وتصفيقه الهستيري لعدم حجب الثقة , هو تشفيا بنوري المالكي الذي جرده من كل استحقاق انتخابي .
لكن الذي يثير الغرابة والاستهجان معا هو موقف المجلس الأعلى والتيار الصدري وحزب الفضيلة الحلفاء في التحالف الوطني , والذين صوتوا لعدم حجب الثقة عن هذه المفوضية , فهذا الموقف أصاب الجميع بصدمة لا لأن الواجب الوطني والشرعي والأخلاقي يوجب عليهم تغليب المصلحة الوطنية على كل الخلافات الثانوية فحسب , بل إن هذا الموقف أوضح بشكل جلي طبيعة هذا التحالف الهش والغير متجانس , واظهر حقيقة هذه القوى السياسية والتي تعتمد الكذب والخداع منهجا في سلوكها السياسي , وهذا لا يعني أن تحالف دولة القانون خارج هذا السياق , فهو الآخر يعتمد ذات العقيدة والسلوك السياسي , فجميع الفخار هي من صنع ذلك الفخّار .
أما بالنسبة لما تردده بعض القوى السياسية المعارضة لحجب الثقة عن مفوضية الفساد , بأنها ما كانت لتتردد عن سحب الثقة عن هذه المفوضية لو توفر البديل , فهذا عذر أقبح من فعل , وكأّن إيجاد بديل لهذه المفوضية الفاسدة هو معضلة من المعضلات الكبرى التي ليس حل , فإذا كانت هذه القضية البسيطة بهذه الدرجة من التعقيد , فكيف سيتم حل الخلافات المعقدة والشائكة فعلا كقضية كركوك والمناطق المتنازع عليها ؟
أما كان بالإمكان حجب الثقة عن هذه المفوضية الفاسدة وإيجاد مفوضية بديلة تقوم بواجبها الوطني بشرف ونزاهة وتصون الأمانة التي أولاها الشعب العراقي لهم ؟
أما أنت يا فرج الحيدري فلا تفرح بخيبتك , وتيقن إن تصويت الكتل السياسية على عدم حجب الثقة عنك وعن مفوضيتك الفاسدة , هو نكاية بالمالكي وحزبه وليس لأنك نزيها ومخلصا وحريصا , وتيقن أيضا أن الذين صوتوا لجانبك لا يقلون فسادا عنك وربما أنت اشرف منهم .
اقسم بعزة الله أني كعراقي أشعر بالخيبة والخزي منكم , فتبا لكم ولا بارك الله بكم جميعا .
أياد السماوي / الدنمارك
|