يبدو أن المقولة المشهورة التي تطلق على العرب «اتفق العرب أن لا يتفقوا» قد أصبحت اليوم تنطبق تماما على المسلمين ايضا ، وهناك دلائل تثبت هذا الكلام ومن بينها الفصل في رؤية هلال العيد ، لقد اختلفت مفاهيم المسلمين كالمعتاد في مسألة رؤية هلال العيد ، مما سبب اختلافهم اختلافا كبيرا، حتى انقسمت جماعة مسجد واحد إلى جماعتين في العيد ، وتعدد عيد الفطر في حي واحد مع الأسف الشديد، وهذا ليس فقط في الجزائر فقط بل في كثير من الدول ، لذا كان من الواجب علينا التنبيه على هذه المسألة، والتذكير بشأنها، ، وفي هذا الصدد تجدر الإشارة الى أن مسألة رؤية هلال العيد ،مسألة أخذت من الخلاف مكانها في صفوف أهل العلم قديما وحديثا، فمن قائل ، أن أيام العيد " ... بمجرد ثبوت الرؤية في أي قطر من أقطار العالم " . ومن قائل: باستقلال كل بلد برؤيته . هذا ومما شك فيه أن الجو السياسي له تأثيره الملحوظ في القضية ، إذ يلعب دور في كثير من الأحيان في تحديد أيام العيد ؟ !!
من الواضح أن ضعف الإيمان في المجتمعات الإسلامية ودخول المعصية بينهم من اهم الأسباب التفرقة وكره الآخر وبالتالي الاختلاف في تحديد أيام العيد . ضف الى ذلك ما يعرفه العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة من حروب باردة وفي بعض الأحيان ساخنة بين السنة والشيعة ؟ ما يحزن الشعوب الإسلامية في الوقت الحالي أن الصراع السني الشيعي في السنوات الأخيرة أخذ منعطفا خطيرا لم تشهده حتى فترات التاريخ الأكثر سوادا في الماضي الإسلامي بينهما. والسؤال الافتراضي هنا هو : ما هي اقرب وسيلة للقضاء على هذا الصراع ؟ لا شك ان الاسلام بني على خمس شهادة والجميع يؤمن بها ويعترف بها . اما تفسير النصوص التي نظمت هذه الأمور الخمسة وغيرها من المعاملات ، فقد اختلف فيها الناس كما يختلفون في قراءة أي نص يحتمل عدة اوجه . نستنتج من هذا أن الخلافات الفرعية في المذاهب لا تؤثر على وحدة المسلمين . وهنا لا يجب ان يغيب عن الأذهان دور العقلاء في هذه الامة لإنهاء هذه الخلافات والحروب الباردة التي لعب الغرب دورا اساسي فيها . ان للمسلمين كتاب واحد هو القرآن يدعوهم لأن يكونوا امة واحدة ، ويدعوهم لفض الخلافات الي تنشا بينهم عن طريق التحكيم ، تمهيدا للصلح . " ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم . في كل الأحوال عيد مبارك للجميع ونتمنى زوال هذا الاختلاف الغير موضوعي |