شخصية تاريخية عظيمة يقف لها التاريخ احتراما وإجلالا ظهرت في فترة حساسة في تاريخ الإسلام وهذه الشخصية استطاعت ان تأخذ بثأر الإمام الحسين بن علي ( ع ) عندما استشهد في معركة الطف في كربلاء ، يجب ان اختصر ما اقوله بحق المختار الملقب (( باابا إسحاق )) لان كل ماكتب في حقه قليلا وتاريخه الطويل الجهادي ، قتل كل من شارك في المعركة ضد حفيد الرسول محمد ( ص ) منهم القادة شمر بن ذي الجوشن وسنان بن انس وعمر بن سعد وخولي بن يزيد الاصبحي وحرملة بن كاهل وغيرهم ، ورفع شعارات يالثارات الحسين ( ع ) في الكوفة واحدث الرعب في قلوب كل الذين وقفوا بوجه الإمام الحسين ( ع ) . كما أمر بإطلاق شعارات الثورة يا منصور أمت و هو شعار سيدنا محمد في معركة بدر ، و في قلب الظلام استيقظ سكّان الكوفة على شعارات يا لثارات الحسين ، وهب الثائرون إلى منزل المختار الذي أصبح مركزاً لقيادة الثورة و دارت معارك ضارية في شوارع الكوفة و أزقتها .
وكان المختار في صباه يحظى برعاية أمير المؤمنين (عليه السلام) لما كان يعلمه أنّه الآخذ بثأر ولده الحسين (عليه السلام) ، فعن الاصبغ قال: رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين وهو يمسح رأسه ويقول : «ياكيّس ياكيّس .
كذلك قال الامام جعفر الصادق ( ع ) ما امتشطت فينا هاشمية ولا اختضبت حتّى بعث إلينا المختار برؤوس الذين قتلوا الحسين .
اما حادثة ميثم التمار مع المختار في السجن كان ميثم التمّار رجلاً صالحاً من أصحاب الإمام علي ( عليه السَّلام ) و قد تعلّم الكثير من علم الإمام .عندما أُلقي المختار في السجن كان ميثم مسجوناً معه . ذات يوم قال المختار لميثم :ان هذا الظالم ابن زياد سيقتلنا بعد ما قتل ابن رسول الله . قال ميثم : أخبرني حبيبي علي اني سأُقتل و أُصلب على جذع نخلة ، أما أنت يامختار فستخرج من السجن و ستقتل هذا الطاغية برجلك على وجهه واياك والبئر يامختار .
حادثة استشهاده المؤلمة وخيانة الجيش له :
في الرابع عشر من شهر رمضان سنة 67 هجري قرّر المختار الخروج من القصر و قال لانصاره وقومه : ان الحصار لا يزيدنا إلاّ ضعفاً ، فلنخرج اليهم حتى نموت كراماً و لم يستجب للمختار سوى سبعة عشر رجلاً فقط فخرج يقاتل بهم الألوف المحدقة بالقصر ، كان المختار يقاتل و هو راكب على بغلة شهباء ، و رغم بلوغه السابعة و الستين فقد أبدى مقاومة عنيفة و شجاعة نادرة يقاتل كالاسد في الكوفة وحيدا يذهب يمينا ويسارا والقوم محيط به من كل الجهات.
أغرى مصعب الذين ظلّوا في القصر و خدعهم بالأمان و أعطاهم الميثاق أن لا ينالهم بسوء .
و لكن عندما فتحوا أبواب القصر ، أصدر أمراً بإعدام الجميع و نفّذ حكم الإعدام بسبعة آلاف انسان في يوم واحد ، و كانت مذبحة مروّعة لم تشهد لها الكوفة نظيراً في التاريخ . اكتفي الى هنا عن ماكتبته عن ابا اسحاق لأن المختار الثقفي شخصيته وتاريخه مليئ بالإحداث ومهما كتبنا قليل بحق تاريخه ومقامه .
|