معضلة اسمها : الطاقة الكهربائية من يتصدى لها ومن سيفكك شفراتها ؟

المواطن وقبل ان يحتمي بجماعة او كتلة طلبا للحماية ، يدرك انه بمفرده لا يمتلك قدرة بأستطاعتها ان تكون مؤثرة في تسلسل الوقائع والاحداث . 

ففي السلم كما في الحرب ، طالما تسلب حقوق المواطنين او تهمل او تؤجل ، لا لهشاشة ادوارهم او تبعثرها ، بل لان التحولات الكلية قائمة على علاقات بالغة التعقيد ، بنيويا او على صعيد الاساليب او المظاهر الخارجية . 

فأذا كانت موضوعات الحروب / الفتن / والنزاعات الجانبية ... الخ. تمتلك اليات من الصعب التحكم بمساراتها فأن القضايا المصيرية في السلم كالخدمات والمشروعات المتعلقة بالتنمية البشرية و مصائر الجماعات ، بل والامم هي الاخرى قائمة على برامج من الصعب التصدي لها لتعديلها ، الا عبر اشتباكات تمتد او تقصر بحسب العوامل البديلة او برامجها .

و لنأخذ موضوعات الطاقة بمختلف اشكالها ، وكيف انها لم تعد منفصلة عن هذا المسار ، و اليات عمله بحيث  انه لا يختلف عن قيام الحروب - رغم قسوتها و ما تستنزفه من موارد بشرية و مادية - ليس بأستطاعت الافراد - و الجماعات التحكم بها . 

فقد تحول العجز الصريح للطاقة الكهربائية الى معضلة والى شكوة يومية ليس بعد ٢٠٠٣ ، بل قبل هذا التاريخ  .. فهل حقا نحن ازاء مشكلة لا تمتلك الحكومات المتعاقبة حلاً سلميا لها ....؟ .

ستتكرر الاجابة المحورية هنا اي : الفساد ! بصفته معضلة دائمة بل ومستعصية لأن المبررات تجعلها مرتبطة بسلسلة من الاسباب ، الظاهرة او المخفية ، وذلك لان العجز مرتبط بمافيات موزعة على نحو مترابط :

- فلا يمكن اهمال الجهة المصنعة لها ...

- والجهات المستوردة و المتحكمة بها وبمستلزماتها ... 

- و بأصحاب المولدات والتحكم بأنتاج الطاقة ... الخ .

وهكذا ستواجه الحلول عقبات متداخلة ، الواحدة منها مساندة للاخرى لضمان ديمومة ( الازمة ) ازاء الحلول او المقترحات بحلها . 

فهل معضلة ( الكهرباء ) منفصلة عن معضلة ( الارهاب ) ، عندما يؤديان النتيجة ذاتها الى حد بعيد ، والاشارة الى عناصر قد ضمنوا سلامتهم ضمن الاشتباكات وحرصهم على ديمومة ( الازمات ) وفي الوقت نفسه استحالة او صعوبة محاسبتهم ، بعد ان تكون اللعبة قد احكمت اليات عملها !!

 

العراق - بغداد