لقد خلق الله الانسان واوجد فيه من الطاقات والقابليات ما تفوق كل الموجودات التي أبدعها وانشاها واعطاه العقل الذي يبصر به امره ويتدبره
وجعله سيد الكون وخليفة على ارضه وامينا على مملكة الوجود .
ونتيجة لهذه الطاقات والقابليات الموجودة نشأت معها الابداعات البشرية
وسخرها الانسان لتهيئة امور معاشه وهنا بدأ الصراع فمنهم من سخرها وطورها للخير فحصل على الخير الكثير والمحبة والتسامح وعاش مطمئنا
راضيا قانعا ومنهم من استخدمها للحيل والمكر والدهاء للعيش حسب تصوره وتمشية الامر دون مبدأ او عقيدة او اي شيء من القيم الانسانية .
وقد لفت نظري اثناء تأدية الامتحانات في احدى الكليات هو تسابق الطلاب من نساء ورجال الى ظاهرة الغش والعمل على تهيئة الامور للدخول الى الامتحان وكأنما داخل الى تحقيق انجاز حيث يطمح بأخذ الدرجات العالية في ذلك الامتحان.
وهنا تساءلت في داخل نفسي هذا الرجل الكبير والذي شاب رأسه هل تراه عندما يرجع الى بيته ويقول لأطفاله بعد هذا الغش ان الغش حرام مثلا او هذا لا يجوز ويجب ان تجد وتجتهد ومن زرع حصد والذي يتعب يلعب وهكذا من عبارات المثل والقيم الا ترانا نحمل التناقض في دواخلنا بعد كل ذاك .
والامر الاخر وهو مهم بالنسبة لي وقد شدني اكثر من هذا المشهد ولقد اعطاني احدهم قصاصة صغيرة لأحد الاسئلة حيث مد يده الى الخلف وأعطانيها حيث اخذتها وانا محرج وخفت كثيرا واضطررت بعد ذلك الى
ان اخفيها في جيبي ولم تكن لدي قناعة بان اخذ من هذه القصاصة
لاني لا اريد ان اكون متناقضا في كلامي.
وهنا خطر في بالي امر مهم عن الذين يفجرون بغض النظر عن عقيدتهم وفكرهم ماهي القابلية والقدرة التي يمتلكونها ليفخخ نفسه ويفجر الاخرين .
وبعد هذا وذاك اترك الامر لمن يقرأ الموضوع ويدلي بدلوه كل حسب رأيه وطاقته وفكره .
|