كل شيء ضدي, لا املك دينارا في جيبي, فكلفة الحياة اعقد من ان يستقر في الجيب دينار.
بين حاجات طفلتي, ابي المُتعب, و امي مريضة و زوجتي الحامل , و زوجة اخي الشهيد هي الاخرى معوزة.
بين ذا و ذاك لم تعد اجرتي اليومية تكفي.
مدينتنا تزف في اليوم خمسين شهيد, كانت معنوياتي قد وصلت حد القنوط عند وصول داعش الى تخوم العاصمة بغداد فسمعت منادٍ قد نادى "حيا على الجهاد".
فقررت ان اذبح ثور معاناتي و عذاباتي الهائج قبل ان ارى بعيرا إعرابيا يحمل رأس إبنتي من ضفيرتها ,,
فانتفضتُ , و من صياخيد جرف الصخر صنعتُ نصرا, و على ضفاف الفرات المخضب بدم سبايكر نثرت الياسمين الابيض ليليق بحفل زفاف جماعي للشهداء.
صليت الصبح في ديالى فصلت كل الثكالى خلفي و اليتامى, و الظهر في الرمادي و العصر في مكحول و العشائين في سامراء و بيجي
ففي كل شبر في البلاد لي ركعة تحكي للرب انتصار .
كل هذا و كل ذاك, لم يُقنع ابن تكريت اني لم اجوب الليل و التَحِف البارود طمعا بثلاجته.
كل ذلك لم يسعف الحكومة ان تفهم انني انسان غيور و ان غيرتي لا يمكن التحكم فيها بمفتاح التحكم عن بعد ( الريموت) كي انتظر صحوتكم من الشخير في الملمات و المهمات او شرب نخبكم بعد الاتفاقات و التصفيات.
كل تلك المعانات المكللة بالانتصارات لم تسعفني في ان اقضي اجازتي مستأنسا باهلي بل ان اعيش هَمَّ تدبير معيشتهم و توفير اجرة الحافلة التي تقلني الى سوح القتال ثانية
انا لست غازيا او ارهابيا لكي تقف امريكا بوجهي و تركيا تطلب دمي و الكرد يطعنوا خصري
ولست بالقُبح الذي يبيح للقوادين من أل النجيفي و جمهورهم ان يفتحوا افواههم (( الانجس من بالوعة بيت دعارة)) بسبي و شتمي
اشبعوا بالوعود السعوأمريكية بدولة كردية فارهة و دولة سنية نامية
و افتحوا ابواب بيوتكم لكل الوافدين على مضاجعكم من افغانستان و الشيشان و تُركستان و سعودستان و تونستان و غزة ستان
خذوا ثُلُثي وطن, فلم اكن ادري ان اُجرةِ الدفاع عن ثُلثي وطن هي (مترين تحت ترابه).
١٠/١٢/٢٠١٥ |