أقامت العتبة الحسينية المقدسة حفلاً بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لفتوى الجهاد الكفائي التي أصدرها المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني، دام ظله الوارف.
وأقيم الحفل داخل الصحن الحسيني الشريف، تحت شعار “الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه” بتعاون مشترك بين شعبة رعاية ذوي الشهداء والجرحى، وقسم النشاطات العامة، التابعين للعتبة الحسينية المقدسة.
و حضر الحفل المتولي الشرعي لحرم الإمام الحسين، عليه السلام، وممثل المرجعیة الدینیة العلیا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وعوائل وذوي الشهداء وجمع غفير من المدعوين واعضاء مجلس الادارة في العتبة.
واستهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلتها كلمة المتولي الشرعي التي تناول فيها أهمية فتوى المرجعية العليا وتوقيت إصدارها الذي أنقذ العراق من السقوط بيد الزمر الإرهابية وحافظت على هيبة الدولة.
ونقل الموقع الرسمي لقسم النشاطات العامة عن ممثل السید السیستانی الشيخ الكربلائي قوله: “نحن مسؤولون عن تنفيذ وانجاح هذه الفتوى وكل حسب موقعه فليس الجهاد هو القتال وحمل السلاح في ساحات الحرب فقط وانما الجهاد يكون للرجل في عمله والمرأة في بيتها والمؤسسات والمنشآت في تسيير امور المواطنين وحماية حقوقهم”.
وقال ممثل المرجعیة:”في الواقع لا يسعُنا ونحن في الذكرى الثانية من صدور فتوى المرجعية الدينيّة بوجوب الدفاع عن العراق ومقدّساته ومواطنيه إلّا أنّ نقف وقفة إجلال واعتزاز لأولئك الأبطال الذين مثّلوا مرتبة أعظم البرّ والإحسان، فأعظم مراتب الإحسان هو ما يقدّمه الشهيد من تضحية في هذا السبيل.
واضاف الکربلائی ولا ننسى أيضاً أنّ وراء هؤلاء الأبطال آباء وأمّهات ربّوا هؤلاء الأبطال على هذه المبادئ الحسينيّة حتى بلغوا هذه المرتبة، حيث اندفعوا وآثروا على أنفسهم وتركوا الدنيا وملذّاتها وعوائلهم ليقدّموا هذه التضحيات الجسام فهؤلاء الأبطال لهم حقّ كبير علينا ولابُدّ أن نفكّر فيما يستحقّونه من هذه الحقوق، حيث يُوجَّه كلامنا أوّلاً الى المسؤولين المعنيّين لكي يؤدّوا لهؤلاء الأبطال حقوقهم.
فلولا فتوى سماحة السيد السيستاني(دام ظلّه)، ولولا الاستجابة الكبيرة والسريعة منهم –إخواني- لهذه الفتوى وتحويلها الى أرض الميدان لابُدّ أن نتصوّر ما هو الحال الذي كنّا فيه وما هو حال العاصمة الحبيبة بغداد والمدن المقدّسة.
واردف سماحته ان أغلب هؤلاء الأبطال من عوائل فقيرة أليس ينبغي أن يكون هؤلاء قدوة للسياسيّين ولنا جميعاً بتجسيدهم لمبادئ الإمام الحسين(عليه السلام) وينالوا منّا كلّ الاستحقاق في الواقع علينا أن نعمل من أجل دعم هؤلاء الأبطال وإدامة الزخم المعنويّ والروحي والتثقيفي والتوعوي لهذه المعركة”.
من جانبه أكد سماحة السيد رشيد الحسيني، خلال كلمته التي ألقاها في الحفل، على دعم المجاهدين وعوائل الشهداء من قبل الدولة والاهتمام برواتبهم وامورهم الاجتماعية والتأكيد على عوائل الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من اجلنا وعدم المساس برواتبهم بحجج واهية من قبل الحكومة لأن هذه العوائل مسؤولة منها اولاً، على حد قوله.
فيما قال رئيس قسم النشاطات العامة، علي كاظم سلطان، إن “الاحتفالية جاءت لتخليد أسماء شهداء وأبطال الحشد الشعبي والعرفان لفتوى المرجعية”.
وشهد الحفل عرضاً مسرحياً جسد بطولات الحشد الشعبي قدمه مجموعة من أطفال قسم تربية والتعليم التابع للعتبة الحسينية المقدسة، فيما اختتم الحفل بتوزيع شهادات الشكر والتقدير على عوائل واسر الشهداء الابطال من قواتنا الامنية وحشدنا الشعبي. |