تفاقمت الأزمة في العراق وتسع حجمها ولم يعد بمقدور الحكومة من تلافي ما ستولده من اضطراب عام وربما يصل الى شل البلد كليا وفي جميع مستوياته،ليست هذه القراءة نضرة سوداء أو مبتدعة لتصور خاص بل هو الواقع المأساوي الذي يعيشه البلد وبكل جوانبه،لقد كنا نمني النفس بزوال الطاغية وزبانيته ونتطلع الى حياة مليئة بالتفاؤل والإبداع في ظل بلد يتمتع بجميع مقومات التقدم ولا ينقصه ألا الإدارة والقيادة الناجحة ..
ليبدأ مشوارنا مع نظام الحكم وشكله وأيه أكثر تلاؤم مع متطلبات الحياة الجديدة للقضاء على الدكتاتورية المقيتة التي أذاقت العراق وأبناءه أقسى أنواع العذاب والويلات وأشدها سلبا لحقوقه،لنقع بدكتاتوريات بثوب أخر ولا يختلف كثيرا عمن سابقه بشيء أبدا،فالاستفراد بالسلطة واحتكارها وربما توريثها هو اكبر هموم من يصل الى سدة الحكم ،والفساد استشرى ولم يعد احد يعبأ للحلال والحرام وحتى الحياء والذي لم يعد له محلا عندهم،وكأنما البلد وخيراته ملك لأباهم وأجدادهم وهم أصحاب الحق فيها بإهدارها أو توفيرها لجيوبهم ،ويوم من بعد يوم تستمر مخاوف المواطنين الى ان أصبحت أزمة ومخاوف تلازم الجميع وعلى حد سواء،وأكثر ما يقلق ويخشاه المواطن اليوم هو الجانب السياسي وتداعياته الخطيرة فلطالما اعتبر الشعب ان أعظم ما تحقق هو بناء نظام ديمقراطي مبني على التداول السلمي للسلطة الجميع يعمل للحفاظ عليه، وان لا نستيقظ في يوم من الأيام على انقلاب عسكري والبيان رقم واحد،أو احتلال يضاف الى أعداد المرات التي استبيحت فيها بغداد لكرامتها،والمواطن أصبح متيقن ان الحكومة التي ضحى من اجلها بالغالي والنفيس هي ملك للحزب الحاكم وليس له فيها شيء لا من قريب ولا من بعيد،وعليه ان يعيد حساباته للمرحلة القادمة التي يحافظ فيها على ما بقى من ماء وجه وألا حوله الحكام الجدد الى مملوك لهم عليه الإطاعة فقط... الإعلامي علي العزاوي
|