• الموقع : كتابات في الميزان .
        • القسم الرئيسي : المقالات .
              • القسم الفرعي : المقالات .
                    • الموضوع : فوضوية السياسة .
                          • الكاتب : حسين نعمه الكرعاوي .

فوضوية السياسة

 ان تعريف الفوضى هو أي فقدان للنظام والترابط بين أجزاء مجموعة أو جملة أجسام سواء كانت جملة فيزيائية أو مجتمع إنساني أو اضطرابات قبيلية أو سياسية مثل فقدان الأمن في منطقة معينة التعريف هنا يقودنا الى مفهوم واضح وعيني ومنطبق على الوضع الراهن فالانفلات الامني والاضطرابات السياسية الحاصلة اليوم هي جزء لا يتجزء من وضعية العراق الان تخبط سياسي يرافقه انفلات جماهيري مع استمرار هدوء المرجعية يرافقه اختراق لسيادة الدولة ضجيج اعلامي مهاترات وعراكات في وسائل الاعلام انتهاكات اخذت ما اخذت من مساحة ميدانية وشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي منهم من يريد انتهاك الحقوق ومنهم من يشكك في شرعية هذا وذاك منهم من ينجرف في القاع ومنهم من يصعد التلة ولكن اين الحل ؟ سؤال لطالما دار في اذهان المترقبين الذين لا يسعون وراء شيئاً سوى عبور هذه المرحلة بسلام بعيداً كل البعد عن اي نوع من انواع العنف او الضجيج بكل اشكاله هل الحل يكمن في التخبط يميناً ويساراً دون اتخاذ موقف محدد هل الحل يكمن داخل مغلف العبادي ام انه يكمن بين حناجر المتضاهرين ام بين مبادرات المصلحين بغض النضر عن الطوائف والانتماءات ولكن الخوف هنا من انتشار الفوضى وان تتطور لتصبح فوضة خلاقة للمصالح الشخصية تنشئ عن تكوين حالة سياسية بعد مرحلة الفوضى المتعمدة الاحداث تقوم بها بعض الاشخاص بطريقة غير مباشرة وبدون الكشف عن مأربهم او اهدافهم او هويتهم اصلاً وذلك بهدف استغلال الامور لصالحهم بل نطمح ان تكون فوضى تنتهي بخلق وضع سياسي مستقر تبنى على اثره الاحداث السياسية التي من الممكن ان تصنع اصلاح متكامل او شبه متكامل وتكوين حالة انسانية مريحة تذهب بنا الى بر الامان من اشخاص معروفين بمواقفهم السياسية العادلة ومعروفين بدورهم في قيادة الوضع وعبور امواج العراقيل والازمات ولا نطمح لاعادة سيناريو عام 2005 في الشرق الاوسط عندما أدلت وزيرة الخارجية الأميركية \"كونداليزا رايس \" بحديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الأميركية , اذاعت حينها وزيرة الخارجية عن نية الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية بالعالم العربي والبدأ بتشكيل مايُعرف ب الشرق الاوسط الجديد كان ذلك عبر نشر الفوضى الخلاقة السلبية في الشرق الأوسط عبر الإدارة الأميركية للسيطرة على الوضع في تلك البلاد خدمة لمصالحها الشخصية في تلك البلاد ولكن هذه الاحداث كثير ما تذكرنا باحداث عام 2005 عندما ضهرت ما تسمى بفرق الموت في العاصمة العراقية بغداد وضهور الاعمال التخريبية في ذلك الحين التي قيل انها مسيسة من قبل الجيش الامريكي وبعض المجاميع المسلحة التي تؤمن ان الخلاص من الاوضاع الراهنة لا يتم الا بزعزعة الاوضاع الامنية وخلق حالة من انعدام الامن والنظام ان الاصلاح لا يتم بهذا الشكل ومستحيل ان يكون هكذا الاصلاح لا بداخل البرلمان بقناني الماء ولا بخارجه بانتهاك حرمة الدولة لان الحضارات والمجتمعات تنمو وترتقي بالنظام والدستور والقانون ومن يخالفها ما هدفه الا خلق الازمات ولا فالفوضى تكون في كل مكان عندما تنعدم المسؤولية وينعدم الانضباط وقد يكون ضعف السلطة او غيابها هو من أثر بشكل سلبي على هذا الامر وانتشاره وساعده على الضهور نأمل ان تصحح الاخطاء وتتخذ الاوضاع منحى جديد تؤول به الامور الى جدية في العمل والتعامل وتصحيح الاخطاء وسلك المسارات البعيدة عن الاخطاء والمصالح الشخصية والرغبات الداخلية والخارجية وتحقيق مطامح الشعب لا مطامح كتلة معينة او كيان معين فالدولة اساسها الشعب وان كانت الحكومات لا ترتقي بالمستوى المطلوب فاصلاحها واجب وان لم نحقق ماهو منسجم مع الواقع فتغييرها ايضا هنا يكون اوجب من الاصلاح نترقب الحلول المناسبة للمرحلة الحرجة وان تلتم كافة صفوف الشعب العراقي وان يكون فريقا منسجما قوياً يحقق المطلوب داخلياً كان او خارجيا علمياً او عمليا وان لم تتوفر ايضاً تلك الحلول فالاصح في هذه المرحلة الاتجاه الى الانتخابات المبكرة والعدول عن كافة القرارات وترتيب الاوراق وفق الاستحقاق الانتخابي عسى ان يكون الحل النهائي والخلاص من كل الازمات...



  • المصدر : http://www.kitabat.info/subject.php?id=78091
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2016 / 05 / 05
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 03 / 16