اشتهر مرقد في مدينة كربلاء على يمين الذاهب من كربلاء الى قضاء الهندية –طويريج وهو على بعد مايقرب من 6 كم شرق كربلاء وعرف بمرقد السيد اسماعيل بن عبد الله بن جعفر وامه زينب الكبرى ع وقد دفنت معه اخته لامه ولابيه السيد ام كلثوم بنت عبد الله بن جعفر كما هو المشهور.
والتحقيق عندنا ان هذا المرقد وبهذا الاسم لم يذكر في كتب التراجم والسير والكتب المتخصصة بالمراقد بل التحقيق يثبت ان السيد اسماعيل قتل في المدينة المنوةر سنة 145 ودفن هناك . وهنا لابد من الوقوف عند بعض الامور :
الاول : لم يورد لنا التاريخ ولدا اسمه اسماعيل من ابناء السيدة زينب ع وعبد الله ابن جعفر . يقول العلامة النقدي (1):
وخلف عبد الله بن جعفر عده أولاد قال سبط إبن الجوزي: منهم جعفر ألأكبر ، ومحمد وعباس ، وأم كلثوم ، وأمهم زينب بنت علي عليه السلام وأمها فاطمة بنت رسول ألله صلى ألله عليه وآله وسلم وحسن درج وعون ألأصغر قتل مع الحسين عليه السلام يوم الطفوف ولا بقية له وهناك رأي يقول أن المقتول مع الحسين عليه السلام يوم الطفوف هو عون ألأكبر الذي أمه زينب بنت علي عليه السلام كما هو الصحيح الثابت وذهب إليه جمع من المؤرخين وارباب المقاتل منهم الشيخ المفيد في ألإرشاد وأما عون ألأصغر الذي أمه جمانة بنت المسيب بن نجبة الفزازي فإنه قتل في وقعة الحرة كما ذكره جمع من المؤرخين في حياة السيدة زينب عليها السلام الشيخ جعفر النقدي :
اذن لاوجود لولد اسمه اسماعيل من اولاد السيدة زينب ع .
الثاني : واليكم قائمة باسماء اولاد السيدة زينب من زوجها عبد الله بن جعفر :
1- عون بن عبدالله بن جعفر:
هذا البطل الهاشمي كان قد نال شرف الشهادة مع الامام الحسين ع يوم كربلاء كما ذكرت كل المصادر التاريخية .
وقد برز الى ساحة الجهاد، فجعل يقاتل قتال الأبطال وهو يرتجز:
ان تنكروني فأنا ابن جعفر* شهيد صدق في الجنان أزهر
يطير فيها بجناح أخضر* كفى بهذا شرفاً في المحشر
فضرب فيهم بسيفه حتّى قتل منهم ثلاثة فوارس وثمانية عشر راجلا ، ثمّ ضربه عبد الله بن قطنة الطائي النبهاني بسيفه فقتله (2) .
وقد ورد ذكر عون في الزيارة الواردة في الناحية المقدسة أي عن الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر (ع) حيث قال: (السلام على عون بن عبدالله بن جعفر الطيار في الجنان، حليف الإيمان، ومنازل الأقران، الناصح للرحمن، التالي للمثان، لعن الله قاتله عبدالله بن قطنة النبهاني).
3 - عباس:
ذكر المؤرخون اسمه دون الأشارة الى شيء من عطاءاته في حياته ومناقبياته (3) وسيرته.
4 - علي:
المعروف بالزينبي، وفي نسله الكثرة والعدد، وفي ذريته الذيل الطويل والسلالة الباقية، وهو كما في (عمدة الطالب) أحد ارجاء آل أبي طالب الثلاثة.
وفي (تاج العروس) مادة (زينب): (والزينبون بطن من ولد علي الزينبي بن عبدالله الجواد بن جعفر الطيار، نسبة الى أمه زينب بنت سيدنا علي (رضي الله عنه) وأمها فاطمة (رض) وولد علي هذا أحد أرجاء آل أبي طالب الثلاثة) (4)
ويقول عنه السيد الهاشمي: وأما علي بن عبدالله فهو المعروف بالزينبي، نسبة الى أمه زينب بنت علي (عليهما السلام) ذكروا(5) أنه كان ثلاثة في عصر واحد بني عم، يرجعون الى أصل قريب، كلهم يسمى علياً، وكلهم يصلح للخلافة، وهم: علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (السجاد)، وعلي بن عبدالله بن العباس، وعلي بن عبدالله بن جعفر الطيار، ولكن إمام المسلمين وقتئذٍ كان السجاد زين العابدين، يعظمه القريب والبعيد(6)
وقال ابن عنبة: كان علي الزينبي يكنى أبا الحسن وكان سيداً كريماً(7).
5 - أم كلثوم:
أم كلثوم: وهي البنت الوحيدة كما يبدوا للسيدة زينب ع كما يظهر ، ولابد وأنها قد ورثت شمائل أمها، وتحلت بمكارم أخلاق أبيها، ولذلك تسابق الخاطبون لطلب يدها وكان من جملتهم معاوية بن أبي سفيان خطبها أيام سلطته لولده يزيد، وكلف واليه على المدينة مروان بن الحكم أن يخطبها من أبيها ليزيد بن معاوية، فقال أبوها عبدالله بن جعفر.
إن أمرها ليس اليّ إنما هو الى سيدنا الحسين وهو خالها.فأخبر الحسين بذلك، فقال: أستخير الله (تعالى) اللهم وفق لهذه الجارية رضاك من آل محمد.فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبل مروان حتى جلس الى الحسين (ع) وقال: إن أمير المؤمنين معاوية أمرني بذلك، وأن أجعل مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ، مع صلح ما بين هذين الحيين، مع قضاء دينه، واعلم ان من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم، والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفؤ من لا كفؤ له، وبوجهه يستسقي الغمام، فردّ خيراً يا أبا عبدالله.فقال الحسين: الحمد لله الذي اختارنا لنفسه، وارتضانا لدينه، واصطفانا على خلقه.ثم قال: يا مروان قد قلت فسمعنا.أما قولك: مهرها حكم أبيها بالغاً ما بلغ، فلعمري لو أردنا ذلك ما عدونا سنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بناته ونسائه وأهل بيته، وهو اثنتا عشرة أوقية يكون اربعمائة وثمانين درهماً.وأما قولك: مع قضاء دين أبيها، فمتى كنّ نساؤنا يقضين عنّا ديوننا؟. وأما صلح ما بين هذين الحيّين، فإنا قوم عاديناكم في الله، ولم نكن نصالحكم للدنيا، فلعمري لقد اعيا النسب فكيف السبب؟.وأما قولك: والعجب كيف يستمهر يزيد؟ فقد استمهر من هو خير من يزيد، ومن أبي زيد، ومن جدّ يزيد!.
وأما قولك: إن يزيد كفؤ من لا كفؤ له، فمن كان كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم ما زادته امارته في الكفاءة شيئاً.
وأما قولك: وجهه يستسقى به الغمام: فإنما كان ذلك وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله).وأما قولك: من يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا، فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل العقل.ثم قال (ع): فاشهدوا جميعاً إني قد زوجت أم كلثوم بنت عبدالله بن جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر على اربعمائة وثمانين درهماً وقد نحلتها ضيعتين بالمدينة - أو قال أرضي العقيق - وإن غلتها بالسنة ثمانية آلاف دينار ففيهما لهما غنى إن شاء الله تعالى. فتغير وجه مروان، وقال:
أردنا صهركم لنجد وداً* قد أخلقه به حدث الزمان
فلما جئتكم فجبهتموني* وبحتم بالضمير من الشنان
فأجابه ذكوان مولى بني هاشم:
أماط الله عنهم كل رجس* وطهرهم بذلك في المثاني
فمالهم سواهم من نظير* ولا كفو هناك ولا مداني
أتجعل كل جبار عنيد* الى الأخيار من أهل الجنان([8])
قال البعض : لعله من ابناء عبد الله بن جعفر من زوجاته الاخريات .
الجواب : واليكم اسماء اولاد عبد الله بن جعفر من زوجاته الاخريات :
1- عبدالله بن عبدالله بن جعفر الطيّار
قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيّين : أُمّه الخوصاء بنت حفص بن ثقيف بن ربيعة قتل مع الحسين بالطفّ (9).
2- عون ألأصغر الذي أمه جمانة بنت المسيب بن نجبة الفزازي فإنه قتل في وقعة الحرة.
3- محمّد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عليهم السلام أمّه الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف بن ربيعة بن عائذ بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل قال السروي : تقدّم محمّد قبل عون إلى الحرب ، فبرز إليهم وهو يقول :
أشكو إلى الله من العدوان فعال قوم في الردى عميان
قد بدّلوا معالم القرآن ومحكم التنزيل والتبيان
فقتل عشرة أنفس ، ثمّ تعاطفوا عليه ، فقتله عامر بن نهشل التميمي(10).
4- كما انّ عبد الله بن جعفر كان له ولد آخر يسمّى معاوية بن عبد الله بن جعفر ، كان معروفاً بالجود والكرم والأدب ، وحينما منع هشام بن عبد الملك الفرزدق من العطاء ؛ لأنّه مدح الإمام زين العابدين (عليه السّلام) .
قال له معاوية بن عبد الله بن جعفر : يا أبا فراس كم تقدّر الذي بقي من عمرك ؟قال : قدّر عشرين سنة .قال : فهذه عشرون ألف دينار أعطيكها من مالي .وقد تزوّج معاوية بفاطمة بنت الحسن بن الحسن السبط (عليه السّلام).
الثالث : نعم ذكرت المصادر ان هنالك ولد لعبد الله بن جعفر اسمه اسماعيل لكنه قتل في المدينة سنة 145 للهجرة ودفن فيها .ولم يأت الى هذه المناطق والديار ابدا حتى يدفن هنا.
جاء في موقع الاشراف ال الطيار :
هو السيد الزاهد اسماعيل بن عبد الله بن جعفر من زهاد عصره واهل العلم والفضل وممن عاصر الامام الصادق ع وخدمه وحبس معه قتل وهو شيخ كبير في السجن وقد قارب التسعين من عمره سنة 145 للهجرة .
اذن السؤال يبقى لمن ينسب هذا المرقد الموجود اليوم على بعد 8 كم من كربلاء شرقا
قلنا : يبقى القبر مجهول الحال وبحاجة الى دراسة اوسع ولاباس ان تزار روح الشهيد اسماعيل بن عبد الله بن جعفر الطيار ع المدفون بالمدينة ,لاباس ان تزار من هذا المرقد وتقرا لها ايات القران وو.
الخطيب الحسيني والباحث التاريخي الشيخ عقيل الحمداني 24 رجب 1437 هجرية .
الهوامش
**************************************
(1)- زينب الكبرى ص 130 .
(2)- المناقب : ٤ / ١٠٦ بتفاوت.
(3)- (زينب الكبرى) جعفر النقدي ص 127.
(4)- تاج العروس للفيروزابادي .
(5)- (عقيلة بني هاشم) الهاشمي ص 40.
(6)- (عقيلة الطهر والكرم) موسى محمد علي ص 114.
(7)- مجلة (الموسم) ص 858.
(8)- (زينب الكبرى) جعفر النقدي ص 129.وزينب ع للشيخ الصفار وقد اخذنا كثيرا من بحثه هنا .
(9) مقاتل الطالبيّين ، ص ٩١.
(10 ) المناقب : ٤ / ١٠٦.