تابع الجميع احداث اقتحام اتباع الصدر للمنطقة الخضراء, وما أفرز من تصرفات تنم عن حالات الفوضوية والاستهتار والعبث التي مارسها اولئك الصبية, وربما من السهل التمادي بتنفيذ ابشع واقبح من ذلك لو سنحت لهم الفرص.
وهنا لابد الوقوف عند اربع صور تجسد حقيقة ما يريده الصدريين من خلال تظاهراتهم واعتصاماتهم في غضون الشهرين الماضيين, وتكشف حقيقة التدخل السعودي والامريكي بذلك.
الصورة الاولى: الاعتداء الذي قام فيه بعض المقتحمين للخضراء على النائب عمار طعمة, وبنفس الوقت يحملون حاكم الزاملي على الاكف, فهذا الموقف يدل على الحزبية الانتقامية, التي يمارسها الصدريين بالخفاء, وظهرت بوادرها للعلن, وقد يكون الموقف اصعب لو قد تمكنوا من نواب اخرين لبقية كتل.
الصورة الثانية: الوضع المأساوي الذي احدثه اتباع الصدر بالمال العام داخل قاعات مجلس النواب, وهذا مؤشر خطير يدل على أن دعاة الاصلاح ليس بمصلحين لأنفسهم, ولم يعطيهم الصدر دروساً بأفكاره الاصلاحية, التي ينادي فيها منذ أشهر, ويعكس اشارة مهمة الى أن فاقد الشيء لا يعطيه.
الصورة الثالثة: الهتافات التي صدرت من قبل المقتحمين ضد الجمهورية الاسلامية, وذكر اسم الجنرال الايراني قاسم سليماني تحديداً, والمعروف بمواقفه المشرفة اتجاه اخوته في الدين والمذهب في العراق ولبنان وسوريا وغيرها, تعكس مدى التوجيه لاتباع الصدر بضد من ايران, وعدم التطرق للسعودية المسبب الحقيقي للدمار.
الصورة الرابعة: التصرفات التي افرزتها احداث الخضراء, وهي محاولات اقتحام بعض مكاتب التيارات الاسلامية بالمحافظات, وانزال صور رموزها وتمزيقها, وعدم التعرض لرموز الفساد ومسببي الدمار في البلاد لاسيما قيادات ورموز التيار الصدري, ومكاتبهم المعروفة بجرائمها الخطيرة, عكست فكرة الصدريين فقط نحن من "يمكننا الحكم بالعراق".
لنستدل بذلك على تمادي الصدر واتباعه, والذي جاء نتيجة غياب البوصلة التي تحدد المسارات الحقيقية, وسعيهم لأرباك النظام السياسي في العراق, ومحاولة اقناع الشارع المنتقم من الوضع الحالي, بأنهم يطلبون الاصلاح؛ ولكن اي اصلاح يأتي للعراق بنفس الاموال التي طالما ما أرسلت الانتحاريين والمفخخات لقتل الابرياء من الاطفال والنساء والمصلين. |